تساءل وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي "هل يُعقل أن يخفض منتج للنفط ذو كفاءة عالية الإنتاج ويستمر المنتج ذو الكفاءة الرديئة في الإنتاج؟، هذا غير طبيعي"، مضيفاً "نحن لو خفضنا إنتاج النفط، ماذا سيحصل لحصتنا في السوق؟ سيأخذها منتج آخر ويرتفع سعر النفط، وقد يكون هذا المنتج هو الروسي أو البرازيلي أو الأميركي أو أي منتج في الأماكن حيث كلفة الإنتاج مرتفعة".
وعما تردد عن نقاش بينه وبين وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك في فيينا على هامش المؤتمر الوزاري الأخير لـ "أوبك" أضاف "لم أتحاور معه ولا أدري كيف نُقِل هذا الكلام"، لافتاً الى أن "الوزير الروسي كان موجوداً مع رئيس شركة روسنفت الروسية الذي تكلم خلال 30 دقيقة عن الصناعة النفطية في بلاده، وفي النهاية قال: لا يمكننا أن نخفض شيئاً فآبارنا قديمة وإذا خفّضنا إنتاجها فلن تنتج مرة ثانية، فيما أكد الوزير أن بلاده غير مستعدة لخفض إنتاجها، فقلت أنا: انتهى الاجتماع. ولم أساله أي سؤال ولا أدري مَنْ نقل هذا الكلام. وهذا ليس جديداً عليهم إذ كان لهم موقف مشابه حين اجتمعنا في وهران عام 2008".
ورداً على سؤال عن مستوى الانخفاض في الأسعار اللازم ليتوقف إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، لفت الى ان "الحقول النفطية الصخرية ليست متجانسة. هناك أماكن حيث مسامها أعلى من أماكن أخرى، فالأماكن حيث المسام جيدة في إمكانهم ربما الإنتاج بـ 20 أو 30 دولاراً للبرميل ولكن هناك أماكن تحتاج إلى 80 - 90 دولاراً لتواصل الإنتاج".
وفي شأن احتمالات خفض "أوبك" إنتاجها، اوضح اننا "أصغر منتجين في السوق العالمية، نحن ننتج أقل من 40 في المئة من إنتاج العالم ونحن الأكثر فاعلية من بين المنتجين، وبعد التحليل الذي قمنا به، لن نخفض الإنتاج في أوبك"، وكيف يفسر مصادفة انخفاض الأسعار مع واقع أن روسيا وإيران هما الأكثر تأثراً بتدني أسعار النفط، قال: "هذا له سبب وهو تصرفاتهما السياسية التي أدت إلى حظر عليهما. صحيح أن الأسعار الحالية أثرت بهما وكان وضعهما أفضل عندما كان سعر البرميل 100 دولار، لكن الأساس لم يكن سليماً".
وأعرب عن تفاؤله "بعودة أسعار النفط إلى التحسن لأن هناك منتجين سيخرجون من السوق، صرحت شركات عالمية بأنها خفضت خطط استثمار، ما يعني أنه لن يكون هناك استكشاف وحفر جديد، لكن المنشآت الموجودة ستستمر في الإنتاج، فالاستثمارات قائمة فيها".