أكد رئيس لجنة الحوار الاسلامي المسيحي، محمد السماك أن معالجة موضوع الارهاب يتطلب التوقف بين أمرين، الأول هو التمييز بين الارهاب والعنف، والثاني هو تحديد العلاقة بين التطرف والارهاب.
وأشارالسماك خلال محاضرة بعنوان "موقف الاسلام من التطرف والارهاب"، نظمها اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، الى أنه من المهم التأكيد أنه ليس كل عمل عنف عملا ارهابيا، ولكن كل عمل إرهابي هو بالتأكيد عمل عنفي، لافتاً الى أن الارهابي غير معني بالضحية المباشرة لجريمته، وهو لا يعرف الضحية ولا يكترث لها، مؤكداً أن الضحية عنده مجرد صندوق بريد لإيصال رسالة ترهب جهةً ثالثة.
وأوضح ان جريمة الارهاب هي جريمة ضد الانسانية، ليس فقط بموجب القانون، ولكن فوق ذلك، بموجب الشريعة الاسلامية فالجريمة هذه لا تتوسل الاعتداء على انسان بريء أو على جماعة من الأبرياء فقط، لكنها تستهدف ارهاب أمة كاملة أو حتى مجموعة من الامم ، مما يجعلها جريمة جماعية ، وتاليا جريمة ضد الانسانية.
وأكد السماك أن التطرف ليس دينيا فقط وتاليا ليس اسلاميا فقط، فهناك تطرف رأسمالي جشع وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بالرأسمالية المتوحشة، وهناك تطرف شيوعي علماني الغائي حتى للعزة الإلهية تمثل في تحويل الكنائس والمساجد الى كاراجات وأندية واسطبلات، وهناك تطرف علماني يبيح ويشرعن زواج المثليين رجالا ونساء وتشكيل عائلة من هذا الزواج، مشيراً الى أن هناك تطرف مسيحي يتمثل في الحركة الصهيونية المسيحانية، وأن هناك تطرف يهودي يتمثل في العديد من المنظمات والحركات اليهودية داخل اسرائيل وخارجها والتي تحول اسرائيل من كيان صهيوني علماني الى كيان ديني يهودي لا يقبل بأي مواطن غير يهودي.
وأشار الى أن الإيمان عند الارهابيين درجات، فكلما كان عدد ضحايا العمل الارهابي أكثر، يعتقد الارهابي انه سيكون في منزلة أفضل عند الله، مؤكداً ضرورة تجفيف مصادر الارهاب ماليا ورعائيا، والكشف عن مستغليه ومستثمريه في مشاريع سياسية تستهدف تدمير مجتمعاتنا الشرقية.
ودعا الى تحمل المسؤولية الأخلاقية في مواجهة ظاهرة التطرف والارهاب، مشيراً الى أنها مسؤولية تبدأ وتنطلق من تصحيح المفاهيم المنحرفة والمنسوبة ظلما الى الاسلام .