أشار الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة في حديث لصحيفة "الجمهورية" الى ان "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يتكلّم باسمنا جميعاً في الشأن السياسي، ونحن اختَرنا الصلاة والصمت السياسي لأن كثرة الكلام والمتكلّمين في هذه المرحلة يضر"، مؤكداً أننا "نحن الجيش الأسود، أخطر وأقوى جيش، وموجودون على الأرض، ونعمل تحت راية البطريرك، وقادرون على تغيير كلّ شيء وسنُغير في لبنان، مستخدمين سلاح الصلاة والإيمان، وقريباً جداً سيرى الجميع ماذا سنفعل"، مضيفاً "نحن نصلي للبطريرك لينجح في مهماته، ومن ضمنها إنتخاب رئيس للجمهورية، وبالتأكيد سينجح لأننا ندعمه، وقوة الجيش الأسود مستمدّة حالياً من الصلاة والعمل بصمت، لأن الصراخ لا ينفع، فالبطريرك يحمل الصليب، وعلى رغم حملات التخوين والهجوم اللاأخلاقي عليه، فهو سيخلّص لبنان، بمساعدة يسوع ومار شربل".
ولفت نعمة الى ان "كل المؤسسات المارونية يتكلم باسمها الراعي، ولا مجال الآن لكثرة المرجعيات"، متسائلاً "تاريخياً، يُطبع إسم الموارنة بالانقسامات، فهل نريد أن نُحدِث إنقساماً داخل الجسم الكَنَسي؟، نحن نتبع إدارياً الفاتيكان، وليس بكركي، لكن الكنيسة معروفة بانضباطها، من هنا قلت منذ إنتخابي عام 2010، إنني لن أتعاطى في الشأن السياسي، وعمّمتُ هذا الأمر على كلّ الرهبان، وإلتزموه".
واعتبر ان "بكركي أم الدنيا، وستُحدث التغيير"، موضحاً أن "الجيش الأسود هو أكبر فاعل على الأرض وليس في الهواء"، نافياً مقولة إنه "جيش "مضبوب" في الثكنات، فظروف عمل الرهبان خلال هذه المرحلة تختلف عن أيام الحرب"، مشدداً على ان "قدرنا في هذا الشرق هو حمل الصليب والشهادة بالمسيح، ونحن نُضطهد لأننا مسيحيون مؤمنون، وهذا شرف لنا، وسنواجه المضطهدين في الشرق بالتمسّك بالمسبحة والعذراء، وسننتصر"، مؤكداً ان "المسيح سيخلصنا في الوقت المناسب مثلما إستفاق وخلّص تلاميذه".
وقال نعمة: "أديارنا في تصرف الناس، وهي بيوتهم"، مؤكداً أن "الرهبنة هي في خدمة الناس، فإذا كانت غائبة عن السياسة فهذا لا يعني أنها لا تتعاطى الشأن العام المتشعّب، وتساعد الفقير والمحتاج، أما عدم الإضاءة على هذا الموضوع، فهو لأن عمل الخير يكون بصمت، وأكثر من يُحاضرون عن العفّة هم مَن يقومون بأعمال الرذالة".
وأعرب نعمة عن "تمسك الرهبنة المارونية والموارنة بلبنان"، مؤكداً أن "الموارنة هم الأرزة، ولن ينتهوا، وكلها مقولات خرافية، فمن أنجَب مار شربل الذي يتفوّق على كل أطباء العالم، لا يزول، ونحن عندنا قديسون ومتمسكون بالجذور السريانية، وأكبر دليل على إستمراريتنا هو وجود 35 راهباً مبتدئاً و48 يدرسون اللاهوت في الدير"، مشيراً الى ان "الموارنة معروفون بانقساماتهم الدائمة، وهم رواد تطور وحضارة وسيستمرون، لكنه ينتقد بعض المظاهر غير الحضارية التي لا تعبّر عن ثقافتنا الحقيقية، وتتمثّل في الإنحلال الأخلاقي".
واوضح ان "تمركز المؤسسات المارونية في كسروان لا يعني أننا نهمل بقية المناطق، فالرؤساء العامون من كل المناطق، ومؤسساتنا منتشرة في كلّ لبنان"، مضيفاً "إذا ألغت الرهبنة الأقساط المدرسية لسنة، فستنهار مؤسساتنا التعليمية، من هنا فإن بقاء الأقساط على حالها، يساعد على استمرارية المؤسسات المارونية، لكننا في المقابل نساعد أيّ تلميذ يطلب المساعدة".
وبالنسبة الى مشكلة السكن في المناطق المسيحية، اوضح نعمة أن "هذا الملف في عهدة الراعي، وهو شكل لجاناً من اجل حله، وستظهر النتائج قريباً".