هو مرض وراثي حديث العهد نسبياً، يصيب ساكني منطقة الشرط الاوسط التي منها استمد اسمه. وهذا المرض لا يميّز بين كبير وصغير، ذكر أو أثنى، وهو يسبّب آلامًا متفاوتة لدى كلّ شخص، فتتراوح بين المبرحة التي تطرح المصاب بالفراش، والخفيفة التي تجعل يوم المريض سيئاً من كل النواحي. إنه مرض "الحمى شرق اوسطية" أو ما يُعرَف بالـ "FMF".

يُصاب بهذا المرض جميع من هم مهيؤون جسديًا له، فهو موجود بجينات الانسان ولا يحتاج سوى لالتقاط الفايروس مرة واحدة كي "يتشغل". هكذا يصف طبيب الصحة العامة ​يعقوب خضر​ مرض "الحمى شرق اوسطية" أو ما يُعرف "بالمرض الأرمني" نسبة لظهوره في ارمينيا. ويضيف: "عندما ظهر هذا المرض بشكل أوجاع شديدة في البطن، ظنّ الاطباء أنّ السبب هو "الزايدة" وهذا ما ادى لاستئصال العشرات من "الزائدة" دون ان يتوقف الالم".

مرض وراثي

يشدد خضر على أنّ هذا المرض هو من الامراض الوراثية، وقوته تختلف بين مصاب واخر حسب الجينات الوراثية لديه: "من الممكن ظهور المرض لدى الكبار وهنا يكون خفيفا أي أنّ الجينات لا تحمله بشكل قوي، ويمكن أن يظهر لمن هم بعمر الثلاث سنوات وما فوق وهنا يكون شديدًا وله تداعيات خطيرة على الانسان. مثلا يعاني محمد (27 سنة) من هذا المرض منذ حوالي خمس سنوات، وهو بدأ بألم في البطن استمر عدة أيام قبل أن يفكر في زيارة الطبيب. ويضيف محمد لـ"النشرة": "بعد ان سألني الطبيب عن العوارض واسئلة عامة عن عائلتي وعن تاريخ هذا المرض في العائلة (خصوصا وانه موجود لجهة عائلة الوالدة) ابلغني بأنني اعاني من "الحمى شرق اوسطية" وطلب مني اجراء الفحوصات اللازمة والتي بالمناسبة يتم ارسالها الى فرنسا لمعرفة النتائج". ويشير محمد الى ان النوبة كانت قوية جدا في المراحل الاولى ولكنها خفّت تدريجيا بعد تناول الدواء "الكولشيسين".

العوارض

ليس لهذا المرض عوارض كثيرة، فهي لدى كل المصابين به، تظهر بشكل آلام حادة في غشاء البطن، تأتي على شكل نوبات كل فترة معينة من الزمن، تختلف من مصاب لاخر وتستمر لثلاثة ايام لدى اغلبية المصابين. ويضيف خضر: "بالاضافة الى آلام غشاء البطن يشعر المصابون بقوة في هذا المرض بآلام في المفاصل وتورم في الكاحل، كما يمكن ان يصيب المريض بارتفاع بالحرارة"، اما الاخطر فهو اصابة الكلى وتعطلها.

مرض لا علاج له

تكمن خطورة مرض "الحمى شرق اوسطية" بأنه مرض لا علاج له، فحتى اليوم لم ينجح الخبراء باكتشاف العلاج الشافي له، وكل ما وصلوا اليه هو ان دواء "الكولشيسين" الذي صنع لمعالجة داء "النقرس" اي التهاب المفاصل، يساهم بتخفيف حدة نوبة الالم كما انه يطيل الفارق الزمني بين نوبة واخرى. وهنا يؤكد خضر ان كل ما يقال عن سيئات "الكولشيسين" هو امر خاطىء وغير مثبت علميا حتى الساعة ولو بحالات قليلة، وذلك ردا على اشاعات تقول بأن تناول "الكولشيسين" يؤثر على الكبد كما يؤدي الى العقم لدى الرجال.

ينصح الطبيب يعقوب خضر بالمباشرة بإعطاء الدواء لمن يصاب بهذا المرض وخصوصا لدى الاطفال وذلك تفاديا لاي مضاعفات يمكن ان تنتج عنه لاسيّما بما يخص الكليتين، مشددا على ان الخوف يجب ان يكون دائما من المرض لا من الدواء.

تصوير محمد سلمان