السلام عليكم ببداية الـ2015. خلصت الاحتفالات هلق. والسهومة والفرقيع والألعاب النارية الخيالية كلفتها ببعض العواصم، والبعض منها بيستعمل المدفعية كمان، إي نعم! انبَسَطْتوا؟ انشاالله تكونوا انبسطتوا. كانت فعلاً الاحتفالات رائعة وأكيد إنو كل فقير كان قاعد ببيتو من بعد ما صار في عندو تلفزيون، تفرّج عليها بصمت... بصمت أكيد لأنو مش ممكن يعيّط عا ولادو إذا شايفين عالتلفزيون هالشي، وعم يتفرجوا مبسوطين بالمناظر، مش قصدي هون بس، ما هيدا التقليد بيعمّ العالم كلّو، وكل سنة قال.
شو فيه يقلّهن البَي لولادو عن هالهدر للمال إللي اسمو ــ بجدارة ــ حرام... اكيد حرام طالما في مكان عالكرة الأرضية إسمو بنغدلادش، بيلخّص غضب الطبيعة وغضب الرأسمال الوحش مع بعض. وليه؟ الله بيعرف! انشاالله يكون الله، انشاالله يكون بيعرف. إذا ولَد سِنغابوري قاعد عالأرض قدام التلفزيون، وانتبهوا، ممكن الأرض تكون كلها مَي، ونُصها رمل، وسعيد المعتّر بقوة هالاحتفالات، وهي هيك فعلاً. ما الدول بتعمل جهدها لتكون هيك. هيدا الولد شو بدّو يقلّو بيّو بهالليلة عن تدنّي المعاشات بالنسبة للأسعار، عن ظروف العمل البدائية وحتى الحيوانية. كيف هالولد السعيد بالغلط، واللي زغر عمرو هو التفسير الوحيد لهالسعادة، اللي أكيد مش محلها بهالبيت بسنغابورة. كيف رح فيه يفهّمو إنو في ربط بين الاحتفالات الكافرة بالدين والمجرمة بالعِملة والحياة؟ وهالاستغلال المتصاعد بدل ما يتراجع مع تقدّم الانسان والعِلم... مش غريبة يا ناس؟ متل قلّتها إنو اليوم بالـ2015 تغيّر الإنسان؟ إنو إذا لِبِس بدلة من عند آيشتي، او كافاللي ــ فرع نيويورك، شاكّين إنتو إنو بعدو حيوان؟ ماشي... طْلُبوا منو يشلحها وتأكدوا... يشلحها ويرجع يقعد ورا مكتبو بالطابق 57. اول شغلة رح تشوفوها هيي تعابيرو هو وعم يفاوض، كيف كلها إلها علاقة بالأكل وهو مدير بشركة دودج... ما بدّو شي إلا أكتَر وأكبَر، ما إنتِ ليك هالبناية اللي مكتبو فيها بالـ57 واللي بعد في شي 30 طابق حيوانات فوقو، هيدا مش بس بدّو اكتر واكبر، أكتر وأكبر وأعلى. انا ولا مرة فمهت لشو مبدأ ناطحات السحاب، غير اعتداد الانسان وغرورو، أساساً في شعار أمركاني مركزي بيقول «Think big»، أي «فكّر كبير»!!... أيواااااااااا، مش زغير؟ انتبه بابا، الفرق كبير، بين شو وشو؟ بين الكبير والزغير.
هلق مشي الحال، فاتت الـ2015، واللي انبسطوا بالاحتفالات هني كمان خلصوا، ما بيهمّ، المهم إنو هلّق رجعنا لكل شي ما خلص وإلو سنين هيك، إنما هيئتو ما بقا كتير مطوّل ليخلص. هالمرة في أمل، مش أمل، بلّشت الخربطة بالنظام اللي كان بعدو باقي، أكيد! يا ريت نحنا كشعب منقرا أكتر، نحنا من قبل الانترنت ــ ما حدا يحط الحجّة بالانترنت ــ نحنا أصوليين بالجهل، نحنا أورثوذكس بالجهل. عنا تاريخ عريق يعني. وهيدا ما كتير معروفين فيه، قد ما العناد مغطّى وناجح. طبعاً سابقو للجهل علماً إنو كتير مترابطين ودايماً مدري ليه بيجوا مع بعض. لأ امبلى، ما الانسان عدو ما يجهلو، من هيك بيصير عدائي مستنفر عا أي شي، وشي ما رح يعرفو طبعاً إذا ما سلّم عليه، أو قِري عنّو. نهاية الامبراطورية الرومانية ــ الأميركية، مش إنها بلّشت، هلق ظهرت أوضح للّي ما كانوا لا بيقروا ولا بيصدقوا. بلّشت بشهادة طليعة واسعة من المفكرين الأمركان، وآخرهم علماء بالناسا حتى، وصل الحد مع البعض منهن يسأل: هل معقول تكون الشيوعية (الاشتراكية) هي الحل؟! إي والله يا سيّد فتّال، يا سيّد مكتبي، إي والله يا شيخ بيار الضاهر، ينعاد عليك! إنتِ وحضرة الوليد... إي نعم، مسيو روجيه نسناس. صدقوني إنو السيدة أنجيلا ميركل كان وجهها خير. انتو كمان ما بتقروا. يا ريت بتقروا أكتر بس لمَا تتفاجأوا...
(يتبع الخميس)