رأت صحيفة "الوطن" السعودية ان "مشكلة لبنان الحقيقية، تكمن في هذا الانقسام السياسي الحاد، الذي حال دون انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، للمرة السابعة عشرة منذ أبريل الماضي. وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب"، مشيرةً الى ان "إشكالية لبنان الكبرى منذ عقود تكمن في الاستقطاب الطائفي، والتحالفات الخارجية، والحسابات الحزبية الضيقة على حساب الوطن اللبناني"، لافتةً الى ان "لبنان لا بد أن يحسم أمره مع بعض فصائله وأحزابه الداخلية التي تعد مجرد غطاء لأجندات دول إقليمية مؤثرة".
وأشارت الى ان "مشكلة لبنان الكبرى هي في هذه الفصائل والأحزاب التي تتاجر بالمقاومة والممانعة مع العدو الإسرائيلي، هذه الأحزاب والفصائل التي تدعي المواجهة مع العدو المباشر، إسرائيل، وتستخدم ورقة المقاومة هذه لإخضاع الكيان اللبناني لسلطتها وسلطة من يدعمها"، مضيفةً "لبنان بلد متعدد الطوائف والأحزاب والأعراق، وهذا التنوع الديمغرافي في هذا البلد المتحضر كان من شأنه أن يخلق أنموذجا عربيا ديمقراطيا، لو أن الطائفية والحزبية والارتهان للمشاريع الخارجية، كانت خارج دائرة النخب السياسية اللبنانية بأحزابها وطوائفها".
وأضافت "غير أن الأمل لا يزال حاضرا في هذا البلد الذي تمرس على السياسة، والذي وعى جيدا خطر الإرهاب، واكتوى بنار الطائفية والحرب الأهلية ردحا من الزمن، ولأن الاختلافات والانقسامات بين الأطياف السياسية اللبنانية حاسمة ومفصلية، فإن علاج آثارها وتداعياتها السابقة ليس بالأمر اليسير، كما أن الوصول إلى توافق بشأن بعض القضايا الخارجية التي يدفع اللبنانيون ثمنها من هذه الانقسامات والاختلافات لا يمكن حلها أو تجاوزها بسهولة، غير أن المهم في الشأن اللبناني هو أن يبقى الحل على طاولة المفاوضات بين الأطراف المختلفة، وإن طال".
واعتبرت ان "استقرار لبنان مهم في هذا الوقت بالتحديد، فنار الطائفية، والإثنية، والصراع على السلطة في البلدان المحيطة به وتداعياتها التي قد تنسحب على هذا البلد، يجب أن يأخذها اللبنانيون في حسبانهم، ولا بد أن تدرك بعض الجهات المتشنجة والمؤدلجة والمرتهنة لتحالفات إقليمية غير عربية؛ أن إصلاح البيت اللبناني هو الخطوة الأولى نحو دولة وطنية قوية، لا يمكن لعدوها الأول، إسرائيل، أن يخترقها أو أن يستفيد من بعض الفجوات والانقسامات التي تحدث فيها، وأن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تنازلت هذه الجهات المتشنجة عن شعاراتها التعبوية، ونهجها المتعسكر، وآمنت أن لبنان دولة مدنية ديمقراطية تتساوى فيها كل الطوائف والأحزاب".