أشار ​السيد جعفر فضل الله​ خلال خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين"ع" في حارة حريك الى انه "تصدَّر واجهةَ الأحداث في الأيّام الماضية ما جرى في باريس من جريمة نكراء طالت إحدى المجلّات الفرنسيّة الساخرة، والتي كانت قد نشرت رسومًا مسيئةً للنبيِّ محمَّد "ص"، فإننا ومع تأكيدنا على إدانة ما جرى، لا بدّ لنا في هذا المجال من توجيه ملاحظتين، إحداهما للذين قاموا بهذا العمل الشنيع ولمن يتعاطفون معهم أو يبرّرون فعلتهم، وكلمة أخرى للإدارات الغربيّة عمومًا والفرنسيّة خصوصًا".

وأوضح فضل الله أن "الملاحظة الأولى، هي من شقّين، كان ينبغي على المسلمين الضغط على أيّ قانون أو أداءٍ يحمي الإساءات التي تطال رموزهم المقدّسة، من خلال الوسائل القانونيّة والحضاريّة المتاحة، حتّى وإن طال الزمن، وإن تعسَّفَ الآخرونَ؛ لأنّ ذلك هو المنهج الإسلامي الذي يقوم على أساس الحكمة والموعظة الحسنة والدفعِ بالتي هي أحسنُ".

ولفت الى ان "من يريد الثأر للإساءةِ لرسولِ الله "ص" لا ينبغي أن يبرر للآخرين اتهاماتهم، وخصوصاً عندما تكون الوسيلة التي يعتمدها للرد على الإساءة، مدخلاً لترسيخ الصور القبيحة التي رسمها هؤلاء الرسّامون للمسلمين، وإنّكم بمثل هذه الأعمال تعطون الرأي العامّ الغربيّ المبرّر للاستمرار في الإساءة للنبيِّ "ص".

واكد ان "لملاحظة الثانية، هي إنّ المطلوب من الحكومة الفرنسيّة، والحكومات الغربيّة بعامّة، أن تقارب المسألة بالتعقّل والحكمة، وذلك بدراسة الجذور الحقيقيّة لما جرى، وعدم الهروب إلى الامام وإلقاء اللائمة مجدَّدًا على المسلمين، لأنّ المجرمين هم أبناء المجتمعات الغربيّة، ولادةً ونشأة، وهذا ما يفرض بالضرورة البحث عن العوامل الداخليّة والخارجية التي ساهمت في تفاقم ظاهرة التطرف".