قبيل اندلاع بهجة عيدي الميلاد ورأس السنة، بدأ زياد الرحباني بالغيبة الصغرى. كعادته كل عام، يهرب من الاحتفال الميكانيكي والمعايدات ومن مواجهة انقضاء عام آخر من عمره. «كيف مساقبة رأس السنة وعيد ميلادي سوا!»، يتمتم كارهاً برمجة الفرح البشري في مواعيد محددة مسبقاً، لكنه سرعان ما يتنبه إلى أن أزمته خاصة واستثنائية مع الفرح. قادته سابقاً إلى التفكير في الانتحار وتقوده حالياً نحو برلين
عاد زياد الرحباني من غيبة الأعياد سالماً معافى. ظهر مجدداً في الحي والاستديو وجريدة «الأخبار» والميني ماركت من دون أي خلل. عادة، تحمل القلة القريبة منه، همّه عندما يتوارى عن الأنظار لمناسبة الأعياد وعيد ميلاده تحديداً. قبل عيد الميلاد، بلّغ أنه سيغيب وسيقفل هاتفه وينعزل في مكان ما، ليس في بيته أو الاستديو في الحمرا ولا في بيته الجديد قرب بكفيا أو في أي مكان اعتاد ارتياده. يعاني فوبيا الأعياد. في طفولته، لم يملك القوة اللازمة لمقارعة هجوم ميلاده على عمره في 11.
كان الطفل الأول لوالديه. ولأنهما عاصي الرحباني وفيروز، اهتم كثيرون بمشاركتهما العيد. حفلات صاخبة على نية ذاك الطفل. لا يذكرها زياد ولا يريد. في السابعة، صار يتسلل من بين أقرانه، وينعزل في غرفته.
ينتقل للإقامة
في برلين في نهاية الشهر وينصرف إلى تحويل مسرحية «مارتن» التي كتبها عام 2004 إلى سيناريو فيلم
في الثالثة عشرة، تسلل من البيت هارباً من أعياده وخلافات أصحابه. مذاك، أصبح يتحكم في وتيرة مناسبة الأول من العام وفي تداعياتها، لكن هذا العام كان أثقل. حاول تحقيق انتصار يعيق تقدم عمر التاسعة والخمسين نحوه. قرر مغادرة لبنان لأنّ «59 سنة فيه بزيادة». تمنى أن يبلغ هذه السن تحت سماء برلين، حيث اختار أن يقيم، لكي يكون الاقتراب من الستين أقل وطأة ويأساً وانهزاماً. سماء تفتح له آفاقاً وذهناً صافياً ليؤلف الموسيقى والأغاني والمسرحيات والكتب، ولتعيد تبسيط الفكر الماركسي له، من دون أن تقطع الكهرباء والمياه حبل أفكاره، أو يضرب مزاجه فساد سياسي أو غذائي. سماء تحتمل تطوره الفني غير تأليف أغنيات لفيروز بقي الكثير منها معلقاً، لرفضها تسجيلها بعد زعلها منه. سماء تحتضنه كي يستريح، بعدما لجأ إليها قريباً من سن التقاعد، ليس كوطنه المشغول بترقيع الأساسيات، فيما الفن من الكماليات، لكن حتى هذه الأمنية «ما زبطت معه». انهمك بأمور كثيرة، منها احتفالات تأسيس الحزب الشيوعي وتصفية شؤونه وأملاكه البسيطة وتخليص أمور تتعلق بفرقته وبيته واستديو الحمرا، الذي تملك فيروز القسم الأكبر منه. تأجل الموعد مع ألمانيا إلى نهاية الشهر الجاري على نحو مبدئي، لكنه بشغف، يصبو إليها، حيث يعرف الكثير من مدنها وأنظمتها وأجوائها، وله فيها أصدقاء وأمكنة لا تزال تنتظر مذ كان يزورها مرات عدة.
لا يبدو زياد استثنائياً في ما يعانيه من فوبيا الأعياد، ولا سيما مولده. والأسوأ أن الناس «محتفلين قبل ما يكون عيدي» يقول. الاحتفالات لا تبهجه بل تذكره بالأشياء الحزينة التي تملأ العالم. يرى أن «الابتهاج مبالغ فيه. من حق الناس أن يفرحوا، لكنه فرح مبرمج، كأنهم مجبرون على فعل الشيء ذاته». ليس أمر الفرح المشكلة فقط. «المناسبة تجلب القهر لبعض الناس. بالنظر مثلاً إلى الحوادث المرتبطة باحتفالات رأس السنة، وخصوصاً في البلدان الفقيرة».
يخبئ زياد أحزانه الخاصة خلف أحزان الكون. والحقيقة أن فرح الناس يذكره بوحدته وابتعاده عن والدته وإخوته وفشله في تكوين حياة مستقرة ... يحار ماذا يفعل. يريد أن يهرب من معايدات الناس له وتمنياتهم.. بينما هو مقتنع بأنه «ما لازم اقعد لحالي وأجرد 59 سنة لأنو معي فرد (مسدس) يمكن استعملو ويمكن يقوص حالو الواحد. هول راحو وما في قوة ترجعهن». يهزأ زياد ممن خشي عليه من الغربة. إحساس الغربة مزمن بين جنبات الرجل. «على المستوى الشخصي أنا صفر عالشمال. بعد كل هالعمر ما في مخلوقة تكون معي في هذه المرحلة. وهيدا شي ما بيشجع». يجزم بأنه ما من امرأة «أحبتني. حتى المرأة التي خطبتها وعشنا معاً سنوات، بتطلع انو كان بدا شي ووصلتلو». كان من الممكن لو يستمر في أبوته لعاصي الرحباني، ابن زوجته السابقة، أن يتبدد شيء من وحدته. عاصي صار أباً وزياد كان سيكسب فرحاً مضاعفاً، لكن كان من الضروري إخباره بأنه ليس ابن زياد و»إنهاء الخديعة التي مارستها والدته علينا نحن الاثنين».
بين الانهزام الشخصي والعام، لاحت فكرة الانتحار مرات عدة. يفكّر في المنتحرين، وخصوصاً في الأعياد. يجدها منطقية، ارتفاع نسب الانتحار فيها. «مش قليل الرفيق حسن اسماعيل تجرأ وعملها» يقول. بالنسبة إليه «ما إجت على بالي الفكرة في رأس السنة. بتاخد ضجة». أما في باقي أيام السنوات الماضية، فتروح وتجيء مراراً. «ما حدا عاش بالحرب وما فكّر بالانتحار» يقول، لكن التفكير الجدي سجل «بين مرحلة نفي عون (النائب ميشال عون) ومجيء الحريري (الرئيس رفيق الحريري). الواحد بقي لديه هاجس فعل شيء في سنوات الحرب الأولى، قبل أن ييأس بانتهاء القتال لكي يحكم الحريري وتنهار النقابات. هل هذا هو الحل؟!».
حينها «سكّرت منيح، في وقت الهجرة لم تكن متاحة أو يعتبر ما إلها عازة. إنما الآن عالتسكير الكامل صارت متوافرة». المرة الثانية كانت متوقعة، كما يقول. في عام 1996، عندما أقلع بالقوة عن شرب الكحول. لم ينتحر بمجيء الحريري، بل أدمن تناول زجاجتي ويسكي كاملتين يومياً طوال خمس سنوات. استدعاه الطبيب محمود شقير إلى المستشفى وأجبره على التوقف. حينها،
لا ينفي أن مقاطعة
والدته وشقيقته
ريما، من أسباب حزنه
نقص وزنه من 90 كيلوغرامات إلى 69. حافظ على الكرش (البطن) لأنه «كلبناني مقبول وإلا ما مناخد باسبور. بيي كان يقللي ما تعذب حالك، شو ما عملت نحنا شكلنا نجاصة». شدّ عزيمته ونظر إلى مصائب غيره وقال في نفسه «عيب شيل هالأفكار من رأسك»، لكنه لم يلغ الفكرة كلياً. ليس لديه مانع من أن ينتحر انتحاراً مفيداً. كيف؟ «يشنغل حدا معو بليلة ما فيها ضو قمر. يفجر حالو بحدا ما بيخطرو تنتحر فيه».
هل لا تزال والدته زعلانة منه وتقاطعه؟ كطفل حزين يضم شفتيه مطأطئاً رأسه إلى الأسفل. لا ينفي أن مقاطعة والدته وشقيقته «ريما المزاجية»، من أسباب حزنه. يختصر الحديث عن خلافاتهم لأن فيروز «تقرأ هالجريدة (الأخبار) وستقرأ ما أقوله عنها. فلا أريد أن أزيد في أسباب البعد بيننا». يصمت لكن حسرته سرعان ما تنتفض. «لازم هيي تعيدني وتراضيني.
هيي حردت بسبب إفصاح رأيها بالسيد حسن نصرالله، بس أنا رجع صار فيي اشيا كتير. مرقت بظرف خطير صحياً وأنا فالل». ينسى المستمع أن والدة زياد هي سفيرتنا إلى النجوم وأيقونتنا المقدسة. هي بالنسبة له من البشر، تصيب وتخطئ. يرى ابنها البكر أن عليها أن تراضيه لأنها «جابتني عالدني وتحملت من مشكلاتها مع والدي الكثير، حتى انسحبت عليي وفشلت في زواجي بعد أقل من عام». يذكر كيف كان والداه ينتظرانه ليترأس جلسات حوارهما. في الصف في مدرسة «الجمهور»، كان ينشغل عن دروسه برسم خارطة الحوار واقتراحات لحل المشكلات. أكثر ما كان يقلقه أن يدري أقرانه بخفايا المنزل المضطرب، لكن «صوت التفاهم في الجلسة سرعان ما يصل إلى مسامع الجيران. حتى يئست وانسحبت». مرّ عيده ولم تهاتفه «كما روّحت سابقاً فرصاً عدة للمصالحة، منها وساطة شخصيتين سياسيتين كلفتهما».
مع هدأة الابتهاج، عاد زياد للظهور. «بتكون الناس نسيت العيد ورجعت إلى مشاكلها». مشاكله هو أكثر. تزدحم الأمور قبل السفر إلى برلين. أمامه أقل من شهر ليصفي حساباته مع لبنان وعائلته وفرقته الموسيقية وأرشيفه والميني ماركت. ليست المرة الأولى التي يفكر فيها في الإقامة خارجاً. «أول مرة كانت يوم انتخاب بشير الجميل، سلمت الاستديو وقلت بحمل حالي وبفل. إذا بشير هيك مبلش شو رح يعمل بالباقيين، بس ما طولت لأنو إجا دغري الاغتيال». فكرة السفر عادت وفرضت نفسها. «بحب الناس وعايش طول حياتي بينن بس انا شو جاييني بدي قضي حياتي عالتبرعات وعالدين؟» يتساءل.
قبل مغادرته، سيلقي نظرة الوداع على أصدقائه وخصومه. مع «حزب الله» يضع النقاط على الحروف. يلتقي السيد حسن نصر الله. بعد الزعل الأخير مع «حزب الله»، طلب مباشرة لقاءه. قال له الإخوان «لك مكانة كبيرة هنا. احتفظ بهذا الرقم واستخدمه متى تشاء واطلب موعداً مباشراً من دون وسطاء». وجهاً لوجه مع السيد، يقول كل ما يريد. «ما عاد فارقة معي شي. تصوروا نتعلم من الحزب ونحنا معلمنا لينين». لا تزال بوصلة زياد واضحة. «أنا شيوعي شو لكان. ليش بدي كون حزب الله؟ أن تكون بحلف معه شيء، وأن تكون فيه شيء آخر. بس لأنو ما في حزب شيوعي لبناني، يظهر انو ما في غيره». كمن يدور حول نفسه، يحاول زياد فعل شيء من أجل حزب الكادحين. «لازم يرجع الحزب الشيوعي يعترف بالناس التي خرجت منه وراحت على «حزب الله» أو على الإمارات او إلى بيوتها». يروج لمجموعة «كوليكتيف» التي أطلقها في احتفالات التأسيس في المركز الثقافي الروسي. «إذا مسافر شو وقفت عليي، بيكملوا من بعدي؟». يرتاح ضميره إذا انتشرت المجموعة لتضم نشطاء من خارج الحزب الشيوعي وسائر الأحزاب والمجتمع المدني. يؤكد أنها حركة ليست يمينية أو ضد القضية الفلسطينية.
للرئيس نبيه بري حصة قبل السفر. بينهما جلسات دائمة. «أنا معجب به. رح تنحل يوماً بالشكل الذي يراه بري الذي يجمع المجد من أطرافه، مقاومة وسلطة» يضحك. ماذا عن بري؟ هل صفح عن «أنا والله فكري هنيك» التي تردد أنها موجهة ضده؟ «بري حسمها بأنها ليست عنه. أخبرني بأنه كان مع النائب وليد جنبلاط في فندق في دمشق عندما أذيعت الأغنية. قال له بري: انبسطت هيك؟). أجابه جنبلاط: مين قلك إنو عني؟ رد بري: كل المواصفات فيك». زياد سيلتقي الرئيس سعد الحريري الذي وعده بزيارته أينما كان خارج لبنان. لم ينس أن والده قاده إلى التفكير في الانتحار، لكن «بالنهاية ما فينا نبني بيروت من دونه. من الآن وحتى زوال الحريرية، بدنا نحكي مع سعد،
مع «حزب الله»
يضع النقاط على
الحروف بعدما طلب لقاء حسن نصر الله
وخصوصاً أنه بيضل أحسن من السنيورة (الرئيس فؤاد السنيورة)».
في برلين، سوف يتعاون مع فرقة موسيقية عالمية ويقدم حفلات وينصرف إلى تحويل مسرحية «مارتن» التي كتبها عام 2004 ولم تعرض، إلى سيناريو فيلم من إنتاج لبناني ألماني وبتمثيل لبنانيين. متفائل بزخم التجربة الألمانية. «كنت كل ما بدي سمّع العالم أغنية، بدي جيب موسيقيين من هون ومن هون وهيدا ما بيتقبلو المنتج إلا اذا كنت عم لحن لفيروز. علماً أن المطربات الأخريات بتكلف أسطواناتهن أكثر من فيروز بمئة مرة. وإذا لفيروز المنتج ما بيحط هالمبالغ كيف بدو يحطن عليي، وأنا بأحسن الأحوال يسمون موسيقتي موسيقى صامتة». الوحي الألماني ليس جديداً على زياد. قبل سنوات، تلقى عرضاً من مسؤول فرقة في شتوتغارت لوضع موسيقى من وحي الموسيقى اللبنانية لعرض يجوب العالم، لكن «داعش» جمد العرض. بالتزامن، سيواصل تنسيق مشروع موسكو مع قناة «روسيا اليوم» والسفارة الروسية في بيروت. مع القناة، يُعدّ لبرنامج حواري يستضيف شخصيات سياسية تستعيد تجربتها. اتفق مع الرئيس حسين الحسيني على تسجيل 25 حلقة. من برلين سينتقل إلى موسكو، لتقديم حفلات مع فرقة روسية عالمية.
خلال الشهر الحالي، سيعبر عن محبته للناس أكثر. ليس على قاعدة «يا رايح كتر الملايح»، بل يريد أن يبدأ صفحته الجديدة في برلين بصفاء شوهته الصيغة اللبنانية. سيفتح يديه لاحتضان الجميع قبل المغادرة. أما هو، فبماذا يوصينا؟ وماذا يريد منا؟ «ما بدي منكم شيء. أحلى جملة سلامتك والعافية كما يقول أهل الجنوب».
من الحمرا إلى بكفيا
لم يستقر زياد الرحباني في حضن أو في بيت أو منطقة. الحروب الأهلية في منزل والديه ووجدانه ثم في الوطن، جعلته مطارداً باحثاً عن مكانه المناسب. حتى اكتشف بعد 59 عاماً أنه ليس على هذه الأرض وبين هؤلاء الناس. لم يخطط ليتخذ سكناً في جوار بكفيا قبل أشهر. درب الكتائبيين لا توصل إليه. لكن «تحول بيتي في الحمرا إلى سكن للموسيقيين حتى ضاق بهم وبالأغراض». مع ذلك، بعد انكشاف خلوة بكفيا، بات يقصد فندقاً للراحة أو العمل. قبل بكفيا بسنوات، استأجر بيتاً في بلونة. «أول مرة طلعت مصاري من مسرحية «نزل السرور»، استأجرت البيت واشتريت سيارة وصار عندي كل الدوافع لأغادر بيت أهلي». لكن «استأجرت بيتاً تنتهي الطريق به وأصبح نائياً في الحرب الأهلية، لكنه كان قريباً من منزل بيت دلال كرم التي أصبحت زوجتي لاحقاً». زيّن البيت بلوحة ضخمة لجوزيف ستالين اشتراها من المركز الثقافي السوفياتي. محيطه آنذاك لا يعرف ستالين. «ما كان حدا بيعرفو مين هوي بس مبين إنو مش حدا بيقربني وما فيك تقول عنو إنو حدا من العيلة ولا من الجيش اللبناني». لكن سكن بلونة لم يطل. «كانوا يتصلون بأمي ويقولون لها: روحي شوفي ابنك مقتول ومزتوت تحت جسر الكازينو. تدخل أمي إلى غرفتي وتجدني جالساً. تقول: بيع البيت وتعا أسكن هنا. قلت: مستأجرو كيف بدي بيعو؟ أمي اقتصادية متل كل الأمهات». لكن ضغطها وضغط سعيد عقل أعاده إلى المنزل. «خيك سعيد عقل كان يعطي نظريات انو اللي ما بيقتل فلسطيني، ما بياخد الهوية، وكان يجي لعنا ويقول هيك بصوت عالي بالصالون».
شي ظابط
صوّب الأمن العام على مسرحية «شي فاشل». يومياً، كان يرسل دورية لإيقاف العرض «بسبب تحريض ماغي فرح على الإذاعة ضد المسرحية التي تسخر من التراث اللبناني والأرزة ولبنان بعد مغادرة أبو عمار (ياسر عرفات). وهيدا الولد (زياد) يقبض من الفلسطينيين ليسخر من الدولة بمسرحية مرخصة». لكن العرض استمر وحضرها 7 آلاف شخص و»حصلنا على رخصة من الأمن العام بطريقة عجيبة بواسطة ضابط مررها من دون أن تصل إلى المدير العام زاهي البستاني الذي كان سيرفضها فوراً». قرأ زياد سيناريو مشهد أبو الزلف على الهاتف للضابط.
داعش
«بعدنا برات التاريخ، ليك كلو ماشي بالبلد وكل واحد عندو تلات أربع أنواع سلوليرات وعنا داعش، ما بتظبط إلا عنا داعش، من جيلنا داعش، وبتركب عنا ونحنا ملاقيين وسيلة نتلافاها ونكفي الحياة، نزال عالأشرفية أو على سوليدير في ناس عايشين وحدن ما حاسين بداعش ولا بشي».