أسف الوزير السابق ​علي قانصو​ لعودة دورة الارهاب لتضرب في لبنان بعد توقف دام أشهرًا نتيجة الانجازات التي حققها الجيش بإلقاء القبض على عددٍ من الرؤوس الارهابية، لافتاً إلى أنّ ما جرى في​ جبل محسن​ هدفه التصويب على حوار "تيار المستقبل" و"حزب الله" الذي أشاع أجواء ايجابية والسعي لتوتير الأجواء من خلال ارتكاب جرائم متنقلة.

واعتبر قانصو، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الارهابيين وجهوا 3 رسائل من خلال استهدافهم منطقة جبل محسن، موضحًا أنّ الرسالة الأولى وُجّهت لأهالي الجبل والتي تقول "بأننا مستمرون بترهيبكم واستهدافكم، فكما كنا نستهدفكم في شوارع طرابلس، ها نحن اليوم نقتلكم في قلب منطقتكم، بهدف استدراج الجميع لفتنة يُخطط لها منذ زمن بعيد". وأضاف قانصو: "أما الرسالة الثانية فوجهها الارهابيون الى اهالي طرابلس وتقول بقدرتهم على استهداف الخطة الأمنية التي فرضت الامن والاستقرار للثأر للارهابيين الذين ألقى الجيش القبض عليهم في المدينة ومحيطها".

ورأى قانصو أن الرسالة الثالثة للبنانيين كافة، وتقول: "سنرتكب ما نشاء من الجرائم بمختلف المناطق ما دام مشروعنا اصطدم بالجيش والقوى الأمنية". لكنه أعرب عن اعتقاده بأنّ اللبنانيين الذين التفوا حول الجيش كثفوا من التفافهم هذا، "وهذه الاعمال الدموية لا تزيدهم الا اصرارا على فتح قنوات الحوار بين بعضهم البعض"، معتبرا أن الحوار القائم بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" ليس إلا حلقة تحضيرية لحوار شامل يضمّ جميع الفرقاء لمواجهة شاملة للارهاب وتحصين الجيش والقوى الأمنية.

24 رئيس للجمهورية!

وشدّد قانصو على وجوب أن يكون الواقع الحكومي "غير المستقر" عاملا للتعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، "فكلنا يعلم كيف تشكلت حكومة "الضرورة" ولأي أهداف"، وقال: "حولوا الوزراء الـ24 الى 24 رئيس للجمهورية ما يكبّل عملية انتاجها".

وأسف قانصو لكون مواقف الداخل اللبناني غير ناضجة لانتخاب رئيس كما الظروف الخارجية، معتبرا انّه لا يبدو أن هناك في الافق القريب رئيسًا جديدًا للبلاد.

وأكّد أن سوريا لا تتدخل بملف الرئاسة وهو ما عبّر عنه مسؤولون سوريون أكثر من مرة، وقال: "لكن من الطبيعي ان تكون دمشق تفضل رئيسًا ذات توجهات وطنية ويحرص على اقامة علاقات جيدة مع سوريا".

فرض تأشيرة دخول على السوريين اجراء تعسفي

وتطرق قانصو للاجراءات الجديدة المتخذة على ​الحدود اللبنانية السورية​، لافتا الى ان هذه الاجراءات اتخذتها، ما يعرف بخلية الازمة، مشددا على أنّها ولو عرضت على الحكومة لعارضها عدد كبير من الوزراء.

ونبّه قانصو الى ان الاجراءات الجديدة لا تخدم المصالح المشتركة بين لبنان وسوريا كما انّها لا تحد من النزوح انما توتر العلاقات بين البلدين. وقال: "من الاساس أبلغنا المعنيين بأن لا امكانية لمعالجة ملف اللاجئين ومكافحة الارهاب بمعزل عن التنسيق مع الحكومة السورية باعتبار ان الارهاب الذي يضرب لبنان هو نفسه الذي يضرب سوريا"، معربا عن أسفه لأن هناك من يخضع لاملاءات اقليمية ودولية.

واذ دعا قانصو لاعادة النظر بقرار فرض تأشيرة على دخول السوريين، والذي يعتبر اجراء تعسفيا، حذّر من الدفع باتجاه تأزيم العلاقة مع سوريا.