أثبت علماء كنديون إحدى النظريات الرئيسية في علم الأحياء التي تنص على أن التكاثر الجنسي أفضل من التكاثر اللاجنسي لأن الكائنات الحية التي تمارسه تتمتع بصحة أكثر جودة. وسبب ذلك يعود الى عدم تطور التعديلات الجينية الضارة لدى هذه الكائنات مع مرور الزمن. أثبت الباحثون هذا الواقع على مثال أنواع مختلفة من زهرة الأونوثارة "Oenothera" التابعة لفصيلة ألأخدرية.
واعتبر التكاثر الجنسي لفترة طويلة كمفارقة في ارتقاء الكائنات الحية، لأن التكاثر اللاجنسي من وجهة نظر الرياضيات يسمح لكل الكائن الحي وليس لنصفه فقط بالتكاثر، مع الانتقال الوراثي لكل جيناته وليس لـ50% منها. مع هذا لا يأخذ هذا المنطلق بالحسبان عامل التعديلات. في حال التكاثر الجنسي تمزج الجينات وتتغير تراكيبها بطريقة لا يمكن التنبؤ بها، مما يحرم الأخلاف من جزء من التعديلات المتراكمة في جينات الوالدين. أثناء التكاثر اللاجنسي تجري العملية بطريقة أخرى تماما حيث يتم استنساخ مجموعة الجينات بصورة كاملة وتنتقل كل التعديلات من جيل إلى آخر مما يؤدي في النتيجة إلى تردي الحالة الصحية العامة لهذا النوع من الكائنات الحية أو ذاك ولا يقدر على منافسة ناجحة أمام كائنات حققت نجاحا أكبر، الأمر الذي يزيد احتمالات انقراضه.
واختبرت صحة النظرية المطروحة على مثال أنواع من الزهرة المذكورة التي تتكاثر نحو 30% من أنواعها بطريقة لاجنسية. أشرك الباحثون الكنديون زملاءهم الصينيين الذين سبقوا أن أطلقوا مشروعا سموه "مجموعات جينية لألف زهرة"، مما مكن العلماء الكنديين من مقارنة 30 زوجا من النباتات المذكورة التي تختلف عن بعضها البعض بتكاثرها الجنسي واللاجنسي.
أظهرت مقارنة المجموعات الجينية لهذه النباتات أن التكاثر اللاجنسي يؤدي إلى تراكم تعديلات ضارة دائما مما يسفر عن قلة قدرة النبات على البقاء بصحة جيدة.