انشغال القواتيّين عن الحوار مع العونيين خلال الأسبوع الفائت مردّه إلى الاحتفال القوّاتي في تسليم بطاقات الانتساب الى الحزبيين، ولا خلاف بين الجانبين في مسألة الحوار وضرورة السير به. لا بل أن الفريقين شعرا وبعد توقفه لاسبوع واحد برهبة فشله والنتائج السلبية المترتبة عليه.
مع الأسبوع الطالع سيُستأنف الحوار بين الجانبين. وأول اللقاءات سيكون بين فريقين من المحامين سيعملون على انهاء الدعاوى المقامة بحق اعلامييهما بصورة نهائية. وفي معلومات خاصّة لـ"النشرة" فان الحوار ينقسم الى شقّين:
- المسبّبات: وهي المرحلة التاريخية بين الفريقين والظروف التي أدت الى الصراعات العسكرية والخلافات السياسية.
- المسار: وهي الطريقة التي من خلالها ستتم معالجة الأسباب ومنع تكرار ما حصل والعمل على الوصول الى تصوّر مشترك قد يكون ورقة تفاهم.
والجهد منصبّ في هذه المرحلة بالتّحديد على الشق الأول ولن يتم التطرّق الى الشق الثاني قبل الانتهاء من الأول. أما العناوين الرئيسة فهي ثلاثة: الانتخابات النيابية وقانونها، رئاسة الجمهورية وسيادة الجمهورية.
وفي هذه الملفات الشائكة سيتم تشكيل لجان مختصّة تعمل على معالجتها منعاً للغوص في تفاصيل قد تطيل أمد الحوار من دون ايجاد حلول للقضايا الهامة.
وتعليقاً على الخطاب الأخير لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في احتفال تسليم بطاقات المحازبين في معراب، كشفت مصادر "التيّار الوطني الحرّ" لـ"النشرة" أنّ اصرار جعجع على التذكير بأنه ما زال مرشّحاً للانتخابات الرئاسية يصبّ في خدمة الحوار بين الجانبَين، خصوصًا أنّ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون يرفض انسحاب جعجع من المعادلة إلا لصالحه، وهو يطالب بانتخابات رئاسية محصورة بينهما في المجلس النيابي.
وفي استطلاع للرأي أجرته شركتان كبيرتان في لبنان، فإنّ تسعين بالمئة من المسيحيين يؤيّدون الحوار بين الزعيمين المسيحيين بغض النظر عن الاتفاق أو عدمه على رئيس للجمهورية. وتؤكد المعلومات أنّ الاجماع الوطني على دعم الحوار الذي تجلّى بخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير، وموقف وزير الداخلية نهاد المشنوق ناهيك عن اهتمام عددٍ كبيرٍ من السفارات العربية والغربية في إنجاحه لن تعيقها مواقف جانبية غير مجدية يطلقها بعض المتضرّرين أو الحاقدين.
وتعليقاً على ما نُشِر عن أنّ المملكة العربية السعودية طلبت من جعجع محاورة عون في سبيل دعمه في انتخابات رئاسة الجمهورية، أكّدت المعلومات أنّ الحوار انطلق قبل زيارة جعجع السعودية وما يُعلن عنه من خطوات اتفق عليها تكون قد أصبحت في حكم المنتهية.
وفي سياق اللقاءات الجارية، طُلب الفريقان من بعضهما إعداد تصوّر لملف الرئاسة من باب مقاربته بطريقة جديدة، والعمل جار على ايجاد صيغة ترضي الطرفين. وتؤكد المعلومات أن أحداً لن يستطيع منع الزعيمين من تسجيل موقف تاريخيّ في سبيل حماية المسيحيين في لبنان واعادة دورهم الريادي.
ومن جوّ اللقاءات أيضاً فإنّ "التيار الوطني الحر" سيقوم بدعوة حزب "القوات اللبنانية" الى احتفال رسميّ بانتظار "ردّ الاجر من حزب القوات وارسال ممثل عنه". وفي معلومات خاصة فان الـ marron glace التي أرسلها الجنرال عون الى معراب لم تصل الى يد سمير جعجع، في حين أن الجنرال عون لا يزال يحتفظ بالشوكولا التي وصلته اثر زيارة النائب ابراهيم كنعان الأخيرة الى معراب.
الحوار اذاً انطلق بجديّة كبيرة والعمل يسير بسريّة لقطع الطريق على المتضرّرين من نجاح حوار تاريخي سيطوي اذا كلّل بالنجاح حقبة سوداء عمرها ثلاثون سنة كادت أن تقضي على وجه لبنان الحضاري.