اشار عضو لجنة الحوار المسيحي - الاسلامي حارس شهاب الى اننا "نعيش اليوم وسط اعصارات متلاحقة تقرض أجزاءً من وحدتنا بعدما فقدنا سلطة المعايير وبتنا نزداد شرذمةً يوماً بعد يوم، والمستقبل حافل بالتّحديات الكبيرة وفي طليعتها الوجود الفاعل، بينما كل القوى السياسية تلعب على حافة الهاوية في وقت تغلي المنطقة بكل الإحتمالات".
ولفت شهاب بعد لقائه البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى ان "الراعي حذر مراراً ولا يزال من التطبيع مع الفراغ في كرسي الرئاسة، مُكرراً أنّه ان لم تحصل عمليّة الإنتخاب بسرعة فسوف ترتدّ سلباً علينا مع ما يسبب ذلك من شلل للمؤسّسات وخرقاً لدّستور يُخلّ بالعيش المشترك ويهدد الكيان والصيغة"، معتبراً اننا "مطالبون بالتمسّك بالبوصلة التي تعبّر عنها البطريركيّة، فنسير معها على طريق تطوير المؤسّسات التي نحتاجها في هذا الزّمن ولا خلاص إلاّ بالتفافنا حولها فتقوى بنا ونقوى بها وهي ما عبّرت يوماً إلاّ عمّا يشكّل منعة وقوّة للموارنة ليعودوا روّاد نهضة بعد تجديد دورهم لأنّ الثبات جمود إذا لم تواكبه حركة الحياة. والبطريرك الماروني هو المؤتمن على الوديعة وحامل هواجس الموارنة وأمانيهم والعين الساهرة على الثوابت الوطنية وعناده كان دائماً وما يزال عناداً بالحق فهو وحده يحرر، ومسؤوليّاته لا يستمدّها من واقع ظرفيّ سياسيّ بل رسالة عريقة، والحملات التي يتعرّض لها تستهدف هذه الرّسالة".
وشدد شهاب على أن "عشق الموارنة للحريّة رأيا وعملاً لا يجب أن يقودهم إلى الفوضى التي يتخبّطون بها، لأنّ التّمسّك بالتنوّع لا يجوز أن يكون على حساب وحدة المصير، وعلينا اليوم دعم مواقف البطريرك لتأمين انتخاب رئيس يوحي بالثّقة، والإبتعاد عن متاهات وتفاصيل أوراق العمل التي تستغرق وقتاً طويلاً يعمل ضدّنا ولا طاقة لدينا على الإنتظار".