لا شك أنّ التنظيمات الارهابية في جرود عرسال تسعى من وقتٍ إلى آخر للسيطرة على مواقع متقدمة عن الجرود تابعة للجيش لعدّة أهداف منها احتلال مواقعه، وخطف المزيد من الجنود والضغط أكثر على الدولة اللبنانية، وكذلك السيطرة على القرى وخصوصًا المسيحية منها على غرار ما حصل في العراق.
بالأمس، قرّر تنظيم "داعش" شنّ هجوم على نقطة الجيش في تلة "الحمرا" والتي تعتبر استراتيجية في جرود بلدة رأس بعلبك لتحقيق عددٍ من الأهداف. هاجم التنظيم التلة بأعداد كبيرة من مقاتليه صباحاً مستغلاً سوء الرؤية في المنطقة بسبب الضباب الكثيف وتمكن من السيطرة عليها موقعاً عددًا من الجرحى والشهداء في صفوف الجيش بعد معارك واشتباكات عنيفة مع حامية الموقع من فوج الحدود البري الثاني. وعلى إثر ذلك، استقدم الجيش تعزيزات عسكرية الى المنطقة من فوج المجوقل الذي تمكن من دحرهم فيما بعد من التلة واعاد السيطرة عليها بعد معارك استخدم الجيش فيها الطائرات المروحية وسلاح المدفعية الثقيلة الذي عمل على قصف مواقع الارهابيين في الجرود وممراتهم وطرق انسحابهم.
تشير مصادر لـ"النشرة" إلى أنّ هجوم التنظيم على التلة سعى لتحقيق عدد من الاهداف، أبرزها الانتقام لمقتل احد قادة ما يُسمّى بـ"الجيش السوري الحر" ويلقب بــ"الطويل" في كمين للجيش خلال تصديه لمحاولة مجموعة ارهابية التسلل في منطقة وادي حميد. وتضيف ان "الطويل" بايع "داعش" بعد دخول القيادي في التنظيم ابو طلال المقدسي الى القلمون.
وتلفت المصادر إلى أنّ التنظيم يسعى أيضاً من الاعتداء على النقطة العسكرية للجيش اللبناني إلى فتح ثغرة له من جهة رأس بعلبك تمهيداً لاجتياح البلدة والسيطرة عليها بهدف إيصال المؤن له في جرود عرسال وللسيطرة بالنار من خلال التلة على القرى القريبة من رأس بعلبك.
ورأت المصادر أنّ التنظيم أراد من خلال هذا الهجوم اختبار قوة الجيش ودفاعاته، وإيصال رسالة إليه مفادها أنه ما زال حاضراً في الجرود ولديه القدرة على الهجوم رغم الثلوج والحصار الخانق من قبل الجيش، واصفة المعركة بالاعنف ضمن جولات المعارك بين الجيش والتنظيم الارهابي.
من جديد، أكد الجيش اللبناني أنه حاضرٌ في ساحة المعركة وجاهز للدفاع عن مواقعه والقرى الحدودية رغم الامكانيات المحدودة. لكن السؤال هل ستكسر ما وُصِفت بالمعركة البيروقراطية السعودية الفرنسية لتسرّع ارسال الاسلحة المقدمة ضمن الهبة السعودية والتي ستساعد الجيش على حسم المعارك مع الارهابيين؟