بعدما حُرِم عشّاق التزلّج من ممارسة هوايتهم المفضّلة السنة الماضية، غصّت مراكز التزلّج بمحبي هذه الرياضة مع بداية هذا الموسم المتوقع أن يكون واعداً. فقد أغدقت الطبيعة على جبال لبنان بنعمها فحملت "زينة" الثلوج التي إنتظرها محبو تلك الهواية...
موسم تزلّج مزدحم
قصدت "النشرة" منطقة "كفرذبيان"، حيث كان الازدحام الشديد سيّد الموقف، في يومٍ ليس أصلاً يوم عطلةٍ، وهو ما تفسّره حماسة الروّاد الذين كانوا ينتظرون بداية الموسم على أحرّ من الجمر.
وفي هذا السياق، تشير تقلا صفير، وهي إمرأة في العقد الخامس من العمر التقتها "النشرة" على أحد المدرّجات، الى أنها "تمارس هذه الهواية منذ أكثر من ثلاثين عاماً إلا أنها حرمت منها في السنتين الأخيرتين"، لافتةً الى أنها حاولت وعائلتها في نهاية الأسبوع قصد مركز التزلج ولكنّها لم تنجح في الوصول بسبب زحمة الوافدين".
وتقول: "توقعنا أن تكون الأسعار مرتفعة هذا العام بسبب غياب مواسم التزلج السنة الماضية ولكنها حتى اليوم لا تزال مقبولة".
بدورها، تشير لانا إلى أنها كانت تنتظر منذ سنتين موسمًا كهذا حتى تمارس هوايتها المفضلة، وتكشف لـ"النشرة" أنها كانت تسافر إلى الخارج في السابق كي تتزلّج، ولكنها اليوم لم تعد مضطرة لذلك، "فيكفي أن نقصد مركزاً للتزلج في منطقة جبلية حتى نقوم بذلك".
أما ريشار توما فيتمنى أن يكون "موسم الشتاء هذا العام عاصفاً، فتتشكل الثلوج أكثر فأكثر وبالتالي يمكننا ممارسة هذه الهواية أطول وقت ممكن".
حجوزات بنسبة 95%
ولأنّ اقتصاد المناطق الجبلية يعتمد على هذه الرياضة، فقد حرّك موسم التزلّج العجلة الإقتصادية في المنطقة، وفي هذا السياق يشير مدير مواقع التواصل الاجتماعي في كفرذبيان سيرج عقيقي الى أن "نسبة الحجوزات في فقرا ووردة والمزار وصلت الى نسبة 95%".
ويوضح، في حديث لـ"النشرة"، أنّ "البلدية تتعاون وشبان كفرذبيان على تنظيم النشاطات على الثلج للأشخاص الذين لا يملكون القدرة المادية على دفع تكاليف قضاء يوم كامل في التزلّج"، ويتمنى "هبوب عاصفة أخرى تساعد على تكوّن الثلوج أكثر فأكثر فيستمر الموسم حتى وقت متأخر من العام".
إجراءات على الطرقات
أما نائب رئيس بلدية كفرذبيان أنطوان زغيب فيشير الى أنّ البلدية تسعى لتسهيل وصول الناس الى مراكز التزلّج، وقد وضعت خطّة بالتعاون مع القوى الأمنية لتأمين فتح الطرقات وتوسيعها، ويقول: "نرمي الملح بشكل مستمر على الطرقات منعاً لتكوّن الجليد".
وللراغبين في مشاهدة الثلج واللعب دون ممارسة التزلّج حصّة كبيرة ايضا بحسب ما يؤكد زغيب، لافتاً الى أن "في كفرذبيان ساحات قامت البلدية باستحداثها ورصّ الثلج فيها من أجل أن يتمكن المواطنون والسواح من التراشق بالثلج دون دفع أيّ تكاليف".
إختلف موسم الشتاء هذا العام عمّا سبقه، فهو رغم صقيعه كان بالنسبة للكثيرين من محبي رياضة التزلجّ "فشّة خلق"، ولأصحاب المشاريع التجارية في المناطق الجبيلة "بشرة خير" عوّضت حرمان السنوات الماضية!
تصوير فوتوغرافي محمد سلمان (الألبوم الكامل هنا)
تصوير تلفزيوني علاء كنعان