أشارت صحيفة "البعث" السورية إلى أن رد "حزب الله" على عملية القنيطرة أعاد "تثبيت قواعد الردع المتبادل التي انتهكها كيان العدو"، معتبرة أن "هذا في حد ذاته إنجاز كبير، لأن المقاومة، كما تشير الكثير من الدلائل، لا تريد في هذه المرحلة أكثر من عودة توازن الردع الذي فرضته على العدو الصهيوني، من خلال سلسلة الانتصارات التي حققتها عليه، ولاسيما في 2000 و2006، بالرغم من أنها تملك الجاهزية التامة لخوض المواجهة الشاملة، إذا ما أقدم العدو، في لحظة طيش، على إشعالها".

وإعتبرت أن "اختيار الهدف العسكري الصهيوني في مزارع شبعا هو اختيار دقيق وموفق، لأن طبيعته من جنس العملية العدوانية الصهيونية التي استهدفت الحزب، مما يقلص فرص العدو في استغلال عملية المقاومة لشن عدوان واسع، يعرف أنه لا يملك القدرة على تحمّل نتائجه الكارثية".

ورأت أن "الرد نوعياً وقوياً ومدروساً يستحق الإشادة والافتخار بالمقاومة التي أثبتت مجدداً أنها تملك القدرة على ضرب كيان العدو في أي وقت تريد، وتلقينه الدروس القاسية الكفيلة بلجم غطرسته وعدوانيته الفالتة من كل عقال"، موضحة أن "أهم ماحققه هذا الرد البطولي، هو إعادة توجيه البوصلة العربية الضائعة في متاهات الصراعات والفتن الطائفية والمذهبية القاتلة، نحو فلسطين، والتأكيد على أنها القضية المصيرية التي ينبغي أن تلتف الأمة، كل الأمة حولها، وأن يُوظف الجهد والقوة العربية بمختلف أشكالهما في سبيلها، بدلاً من توظيف جزء كبير منهما في تنفيذ المشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة، والذي يستهدف العرب جميعهم دون استثناء"، مشيرة إلى أن "تلك هي الرسالة الجوهرية التي تلقفتها عقول وقلوب شرفاء الأمة ممن عجزت كل محاولات القوى الرجعية المتصهينة عن تحويلهم من جمهور عربي واسع داعم للمقاومة، الى جمهور معاد لها، كما هو شأن حكام النفط والغاز، والدائرين في فلكهم، من نخب سياسية وفكرية وثقافية وإعلامية بائسة لا تمل النفخ في القرب المثقوبة".

ووصفت العملية بأنها "عملية جديدة مباركة على طريق تحرير فلسطين من الصهاينة المحتلين المجرمين، لن يستطيع النيل من قيمتها وبطولتها، الموقف المخزي الذي عبر عنه الأمين العام للجامعة العبرية، والذي استيقظ من سباته الصهيوني الطويل ليطالب مجلس الأمن بالتحرك، بينما كان موقفه من العدوان الصهيوني على الجولان موقف الصمت المطبق والمتواطئ مع العدو، فالجامعة، كما أمينها العام، كما المسيطرون على قرارها بقوة البترودولار، من خدم أميركا والكيان الصهيوني، دخلت طور الانحطاط والتفسخ، منذ أن أصبحت أداة بيد القوى المعادية، لشرعنة التدخل العسكري في الأقطار العربية، والتغطية السياسية على جرائمه الفظيعة بحق شعوبها، ولم تعد قراراتها وبياناتها تثير في نفوس المواطنين العرب إلا المزيد من مشاعر السخط والغضب، فضلاً عن مشاعر التقزز والاحتقار".

وأكدت أنها "ضربة معلم، دون شك، حققت أهدافها، وحشرت الصهاينة وحماتهم الدوليين وحلفائهم الإقليميين، وأدواتهم الإرهابية التكفيرية في مأزق متجدد، مفاده أن المقاومة لن تسمح أبداً بإجهاض المشروع التحريري الطموح الذي تحمله مع شركائها في المنطقة، والذي سيغير المصير الأسود المرسوم للأمة".