أشارت صحيفة "الوطن" السورية إلى أن منتدى موسكو أنهى "احتكار" ما يسمى بـ"ائتلاف قوى الثورة والمعارضة" وأوجد معارضة تمتلك خطاباً أكثر واقعية وبراغماتية وقبولاً.
ولفتت إلى أن "هذه المعارضة تعترف أولاً بالظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السوريون منذ بدء الحرب على سورية والحصار الجائر الذي فرضته دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، كما تعترف بتعرض السوريين للإرهاب وضرورة محاربته، وتؤمن بحوار وحل سياسي يأخذ بعين الاعتبار آراء كل السوريين ومواقفهم، وتؤمن بوحدة وسيادة واستقلالية سوريا، وهذه بنود أساسية يتمسك بها كل السوريين على خلاف رفض الائتلاف لها والذي كان يريد فقط السطو على السلطة بمساعدة الدول الغربية، لا بل شجع تلك الدول على قصف سوريا وتدميرها لكي يصل أعضاؤه الذين في أغلبيتهم لا يعرفون من سورية إلى سدة الحكم".
وأكدت أن "المفاوضات ليست ولن تكون بالسهلة، صحيح أن هناك الكثير من نقاط الالتقاء ونقاط الخلاف أيضا، لكن الأكيد أن الأرضية المشتركة التي أوجدتها موسكو قد تكون قاعدة أساس يمكن أن يبنى عليها لرسم مستقبل البلاد".
ورأت أنه "بعد موسكو يحق للسوريين أن يسألوا: ماذا تحقق؟ والإجابة قد تكون خجولة على الصعيد الميداني أو شبه معدومة، لكن قد تكون طويلة على الصعيد السياسي إذ إن منتدى موسكو فتح صفحة جديدة في الحوار السوري السوري، صفحة تتطابق مع بيان جنيف1 من حيث التمثيل، وصفحة خفضت أو حدت من التدخل السياسي الخارجي في شؤون السوريين، وقد يكون هذا الأهم بعد سنوات من السيطرة المطلقة للعثمانيين والأميركيين والفرنسيين والخليجيين على ما سمي المعارضة السورية في الخارج والتي كانت عبارة عن مجموعة من المرتزقة يعملون لمصلحة الغير دون الاكتراث بآلام السوريين ومعاناتهم".
واعتبرت أن "من نتائج منتدى موسكو هو توافق كل السوريين ضرورة مكافحة الإرهاب ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وتنفيذ القرارين 2170 و2178 تجاه منع التسلل والتسليح والتمويل للتنظيمات الإرهابية وهو ما سبق أن طالب فيه وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف2 ورفضه آنذاك وفد الائتلاف الداعم للإرهاب والشريك فيه".
وأشارت إلى أنه "في موسكو يرى محللون أن من مصلحة قوى معارضة الداخل التخلي كلياً عن الائتلاف المرتبط مباشرة مع الإرهاب والشروع في العمل الوطني والمساهمة في حوار بناء يطمح إليه شريحة واسعة من السوريين للخروج من الأزمة ووضع حد للحرب التي تتعرض لها سوريا".
وأوضحت أنه "في تفاصيل موسكو كان لافتاً تركيز قوى المعارضة والمجتمع المدني على الشق الإنساني قبل الشق الإرهابي وربما كان ذلك محاولة لوضع حد لمأساة السوريين المعيشية، إلا أن واقع الميدان يشير إلى أن الأولوية هي لمكافحة الإرهاب قبل أي شق آخر فدون أمن واستقرار لا يمكن إطلاق العمل الإنساني والإغاثي وهذا ما تم الإشارة إليه في الأمس في اللقاء المباشر ما بين وفد الجمهورية العربية السورية ووفد المعارضة وممثلي المجتمع الدولي وفقاً لمصادر إعلامية متابعة في العاصمة الروسية".