دعت صحيفة "الاوبزرفر" في افتتاحيتها "الولايات المتحدة وبريطانيا إلى بذل جهد أكبر و"أكثر إبداعا" بكثير من أجل كبح جماح المتطرفين الإسلاميين".
وِأشارت الصحيفة الى إن "تنظيم "داعش" قد يكون في حالة تقهقر، لكن المشاكل الأعم التي "يمثلها ويتغذى عليها" مازالت بعيدة عن الحل"، لافتة الى أن "هذه المشاكل هي انتشار الأفكار الإسلامية المتطرفة، والشقاق الممتد عبر المنطقة بين السنّة والشيعة، والفشل الإجرامي لحكومتي بغداد ودمشق"، مؤكدة أنه "وفي العراق لا توجد استراتيجية غربية موحدة لزرع حكومة ديمقراطية وشاملة بشكل حقيقي، وذلك بالرغم من مضي 12 عاما على الغزو الأميركي البريطاني".
ورأت الصحيفة أن "الولايات المتحدة وبريطانيا نسيتا في ما يبدو عملية جنيف للسلام وتنازلتا عن المبادرة بشأن الأزمة السورية لروسيا"، مشيرة الى "اضطراب الأوضاع في منطقة شمال افريقيا، وخاصة ليبيا، بالإضافة إلى أفغانستان وباكستان، حيث تنتشر "عدوى" تنظيم "داعش".
وخلصت الافتتاحية إلى أن "المطلوب الآن هو استراتيجية سياسية دبلوماسية عسكرية متكاملة للتعامل مع المشاكل المرتبطة ببعضها في العراق وسوريا وإيران"، معتبرة أن "هناك خطر من أن يلقي المزيد من السنّة في العراق بدعمهم وراء تنظيم "داعش" إذا لم يحصلوا على تطمينات في مواجهة مخاوفهم من "الاضطهاد من قبل المليشيا الشيعية المدعومة من إيران"، مشددة على أنه "حتى ينجح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الإبقاء على الدولة متماسكة، فإنه بحاجة إلى دعم سياسي ومالي أكثر من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الخليج، بحسب الصحيفة".
وفي سوريا، رأت الصحيفة أن "على الولايات المتحدة وبريطانيا إدراك أن هدف الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد لن يتحقق"، مشيرة الى أن "التواصل المحدود من جديد مع النظام في دمشق يبدو السبيل العملي الوحيد لوقف الكارثة الإنسانية التي تتسبب فيها الحرب الأهلية"، مشددة على "ضرورة للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي مع إيران وفتح حوار غربي أوسع نطاقا مع الجمهورية الإسلامية"، ولافتة الى أن "إيران لديها القدرة للتصدي لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق إذا تم الاعتراف بمصالحها الأمنية والاقتصادية".