طلب زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن يكون صادقا للقسم الذي أدلى به أمام البرلمان بأن يكون رئيسا محايدا لان تصرفاته ، معتبرا أن "اردوغان يتصرف كالسابق، أي كزعيم لحزب العدالة والتنمية ورئيس للحكومة"، مضيفا أن "أحمد داود أوغلو الذي أجلسه على كرسي رئاسة الوزراء في الحقيقة هو ليس رئيسا للوزراء لأنه لا يستخدم صلاحياته أو لا يسمح له باستخدامها"، متوقعا أن يستمر إردوغان "في خرق القوانين في المستقبل وأن ينزل إلى الميادين ليطلب من الناخب التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية".
وفي حديث صحفي اكد اوغلو انه في ظل وجود حزب الشعب الجمهوري تحت سقف البرلمان التركي لن يستطيع إردوغان تطبيق النظام الرئاسي في تركيا، مشيرا الى ان "اردوغان يريد الرئاسة على معاييره شخصيا"، لافتا الى "اننا نريد أن تكون تركيا في مجموعة الدول الحضارية، ولا نريد أن تتحول تركيا إلى بلد يحكمه ديكتاتور"، معتبرا ان "هدف إردوغان من وراء طرح موضوع تغيير النظام هو إشغال الرأي العام بهذا الموضوع حتى لا يركز الناس على المعضلات المزمنة في البلاد، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية والفساد والبطالة التي استفحلت في البلاد وبهذا الشكل يشغل الرأي العام بموضوع تغيير النظام".
واوضح اوغلوا ان "تركيا لا يوجد لها تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء في أهم 3 عواصم في الشرق الأوسط: دمشق والقاهرة وتل أبيب"، مشسددا على ان "لا يوجد لدينا أي حق للتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد في العالم"، مضيفا "ما قام به إردوغان هو اتباع سياسة خارجية بنيت على أساس مذهبي"، لافتا الى ان "الجميع يعرف أن القضية الأساسية في الشرق الأوسط هي قضية فلسطين ونؤمن بأنه لا يمكن أن يكون هناك أي استقرار إلا بحل المعضلة الفلسطينية على أساس إقامة دولة حرة مستقلة لفلسطين".
واكد اوغلو "سنجعل من تركيا دولة لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى بل دولة تحترم قرارات الشعوب في تلك الدول"، مشيرا الى ان "الجرح الذي فتحه حزب العدالة بين تركيا وشعوب المنطقة عميق جدا، سنعمل على إعادة العلاقات الجيدة مع الشقيقة سوريا ومع دول الشرق الأوسط وسنعمل على أن يستقر الوضع في سوريا حتى يعود اللاجئون إلى بلادهم ليتمتعوا بالسلم في أراضيهم، فإذا حققنا هذا فإن تركيا ستكون قد خطت خطوات مهمة لتحقيق السلم في المنطقة".