رأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، الوزير السابق عمر مسقاوي أن "ذكرى 14 شباط، ذكرى الشهيد رفيق الحريري، تأتي وهي تحمل وقر السنين العشر من التفكك في كل صعيد، و لعل ما أوحى به مؤخرا تصريح معالي الوزير درباس في تدوير ما وعدت به مدينة طرابلس الى مكان آخر خير مثال على ذلك"، ذاكراً "لقد نشر رفيق الحريري مع إطلالته الأولى مناخ استقرار وأمل. ليس فحسب عند مؤيديه، بل عند معارضيه. فكان الحريري في الأفق الإقتصادي والإجتماعي هو كلمة النهار لجميع الخارجين من ظلمة غار الأحداث السبعينية الى مرابع جديدة في كل شأن، في الإقتصاد كما في العلم كما في المسارعة الى اللحاق بما فات، و تأسيس ما وسعت له مرابع الاستقرار في ظل أمن نفسي ترافق مع زخم الحياة اليومية في تفتح آفاقها".
ولفت مسقاوي الى أن "الحريري قد أعطى تلك المرحلة كل ما أوجز نجاحه من تاريخ فاض فيه العطاء بنية تأسيس لجيل يرث الحاضر بعزيمة الوحدة الإجتماعية والثقة بالدولة التي إرتسمت بإتفاق الطائف و من ثم غدت دولة شعارات في لعبة السياسة. فلقد أصابت صرعة الميثاقية شعار العيش المشترك. فعطلت الحياة الإدارية في تقاسم المواقع والحياة السياسية في مسار الدولة، و بات دولاب الميثاقية معطلا لا يقف عند رئيس جمهورية يحمي شعار الطائف "لا سلطة تناقض العيش المشترك"، مضيفاً "عبارة لا سلطة تناقض العيش المشترك تعني حق المواطن الاشتراك بكافة أصول الدولة المادية والثقافية. و بالتالي فالعيش المشترك لا علاقة له بالطوائف، بل بالمواطن اللبناني نفسه الذي له الحق بكافة هذه الأصول.فهذا التعبير بكامل وضوحه يتناقض مع وظيفة الطائفة. في هذا الجانب، واذا وضعنا جانبا ما يجري اليوم، فإن ممثلي الطوائف، وكذلك الأحزاب السياسية، ينبغي ألا يكونوا فريقا في قسمة العيش المشترك، بل أن يكونوا حماة قيم مشتركة في توفير العدالة لكل مواطن".
وأضاف انني "أرجو بكل محبة للجميع أن تعاد الساحة الى سلطة البلدية لتزينها بروح المدينة و ثقافتها المستمدة من الحضارة الاسلامية، وانني اقترح استشارة مؤرخ طرابلس الدكتور عمر تدمري بهذا الامر. علما انني اعترضت على اقامة تمثال الزعيم الراحل عبد الحميد كرامي"، داعياً "وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى حل هذه المشكلة بالحكمة والحوار التي إتسمت بها مواقفه وإستقت منابعها من مدرسة رفيق الحريري".