لم يبخل فصل الشتاء على لبنان هذا العام بأمطاره وثلوجه ورياحه. فبعد "زينة" ويوهان"، يترقب لبنان "ويندي" العاصفة الثلجية المقبلة التي من المتوقع أن تضرب لبنان الخميس، وتحمل معها الثلوج وإنخفاضاً كبيرًا في درجات الحرارة. فهل دخل العالم في مرحلة العصر الجليدي التي يتأثر بها لبنان، أم أن اللبنانيين باتوا يستغربون لدى رؤية المطر وتناسوا أننا في فصل الشتاء؟
يتساءل البعض ما إذا كان تدنّي درجات الحرارة بهذا الشكل دليلاً على دخولنا مرحلة العصر الجليدي. إلا أن رئيس دائرة التقديرات بمصلحة الأرصاد الجوية عبد الرحمن الزواوي يرى عبر "النشرة" أن "التقلبات المناخية التي أدّت الى هبوب العواصف الثلجية وهطول الأمطار بهذا الشكل هذا العام ليست الا دليلا على أننا لم ندخل عصر "التصحر" الذي تخوّف منه البعض السنة الماضية"، مؤكداً في الوقت عينه، أن "إنخفاض الحرارة وكثرة العواصف لا تعني أننا دخلنا مرحلة العصر الجليدي"، ومشيراً الى أنّ "معدلات الأمطار في العام 2012-2013 فاقت السنة الحالية"، ومضيفاً: " هذه السنة هي أقل من المعدلات الوسطية للأمطار في شهر شباط.
يتحدث زواوي عن العاصفة "ويندي"، ويلفت الى أن "لبنان سيتأثر الخميس بمنخفض جوي شديد البرودة مصدره شمالي روسيا"، ومشيراً الى أن "الثلوج ستتساقط الخميس على علو 1200 متر لتلامس ليلاً الـ700 متر مع إحتمال أن تتساقط السبت على لـ600 متر"، شارحاً أن "المناطق التي ستلامسها الثلوج وهي على علو منخفض هي حاصبيا ومرجعيون".
وبين السؤال عما إذا كانت "ويندي" آخر العواصف التي تضرب لبنان أو أن على اللبنانيين التحضّر لموسم طويل وعواصف أخرى، يرى زواوي أن "الإحتمال بحدوث عواصف أخرى هو كبير لأن موقع الهواء النفاث أو حاجز المنخفضات الجوية "jet" كان يقع فوق لبنان ويمنع حدوث العواصف بالشكل الحالي إلا أنه وهذا العام وعلى خلاف السنوات السابقة فهو يقع تحت لبنان وبالتالي يسمح بحدوث العواصف الثلجية".
عوّض شتاء هذا العام الجفاف والشحّ الذي حملته السنوات السابقة، وتبقى الإجابة الحاسمة عن فكرة إتجاه العالم نحو العصر الجليدي وتغيير المناخ بلبنان نتيجة تأثره بذلك أم هي تقلبات مناخية طبيعية رهن السنوات المقبلة!
تقرير باسكال أبو نادر