أكد المطران بولس صياح في كلمة له خلال ندوة بعنوان "الصوم الكبير، زمن الجوع والعطش الى البر"، حول رسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أن "الراعي تحدث عن الصدقة فهي بحد ذاتها تظهر كأن الإنسان يتنازل للأخر وهذا بعيد كل البعد عن الروح المسيحية، فهي عطاء للإنسان بكل احترام، ونحن مجبرين على العطاء، وما يفيض عليّ هو دين عليّ للمحتاج، ويجب أن لا تعرف "شمالك ما صنعت يمينك" وأن تكون مجانية"، مشيراً الى أن "الراعي تحدث برسالته عن الحاجات المادية، الجسدية والروحية، إنما الهدف الأساسي هو التجدّد، والمطلوب أن تكون حياة الإنسان مسيرة نحو استعادة صورة يسوع المسيح وفي مسيرتنا نحو الله نحاول أن نعيد إلى هذه الصورة نقاوتها".
وأوضح المطران صياح ان "هذا الأمر يعني أن يسوع المسيح ربط الاهتمام الأخوي ببعضنا البعض وأن حياتنا ليس لها معنى إن لم تكن في سبيل الآخر لكي ينمو ويعيش بإرتياح وسلام"، لافتاً الى ان "الحاجة المادية هي شيء اساسي في تكوين كياننا وهويتنا النهائية التي تقرر أذا كنت أستحق أن اكون في الله".
وشدد على ان "المسيح أتى ليحرّر كل إنسان من كل ما هو عائق في سبيل اكتمال الإنسانية في الإنسان، وأعطى البصر، التوعية والتقدم في المجتمع والعلم، ودعانا لنقوم بهذا العمل لنحمل الحرية للآخر، لنحمل الوعي، العدالة، السلام وهذا جزء اساسي جداً من الصدقة من العطاء، أن أكون للآخر وفي سبيل الآخر".