ذكرت "الاخبار" ان مجلس ​نقابة المهندسين​ في بيروت قرّر تلزيم التغطية الصحيّة للمهندسين إلى شركة "كونتيننتال تراست". جاء قراره بعد مفاوضات مع أربع شركات تأمين. إلا أن مجريات التلزيم أثارت تساؤلات واسعة عن قوّة هذه الشركة العائدة الى سوق التأمين، بعد شرائها من قبل بنك "ميد" (المملوك من آل الحريري)، وهو ما دفع بعض أعضاء مجلس النقابة إلى الامتناع عن التصويت فيما صوّت الباقون "على العمياني".

واشارت الى ان أكثر ما أثار الاستغراب أن لجنة التلزيم صنّفت شركة "كونتيننتال تراست" من ضمن المواصفات المطابقة للشروط برغم أن حجم أعمالها المعلن، لا يتجاوز 330 ألف دولار في عام 2014 و320 ألف دولار في عام 2014. وبالتالي فإن رقم الأعمال هذا لا يستوفي الشرط المنصوص عنه في دفتر الشروط، لكن ما حصل أظهر أن لهذه الشركة ذراعاً قوية في نقابة المهندسين، فبحسب المعطيات تبيّن أن لجنة التلزيم اعتمدت على التحالف القائم بين شركة "كونتيننتال تراست"، وشركة "نيكست كير" التي تدير محفظة تأمين "أليانز ــ سنا"، فأخذ حجم أعمال "نيكست كير" ليبرّر استيفاء الشركة لشرط رقم الأعمال.

واوضحت انه عندما عرض الأمر على مجلس النقابة اعترض ممثل التيار الوطني الحرّ إيلي رزق، وممثل جمعية المشاريع الإسلامية أحمد نجم الدين، وامتنعا عن التصويت، لكن النقيب ​خالد شهاب​ قال لـ"الاخبار" إن "نتائج المناقصة والتلزيم عرضت على مجلس النقابة، وهو الذي اتخذ القرار بعدما تقدمت عدة شركات، وتبيّن أن الشركة الملتزمة حالياً، أي شركة ميد غلف، قدّمت أعلى سعر". وأضاف شهاب: "إن اعتراض نجم الدين مبني على أساس أن نقيب المهندسين ناجح في عمله، وأنه يجب عدم تلطيخ هذ الصورة بمغامرة مع شركة جديدة، لا نعلم عنها شيئاً حتى لو كانت الكلفة أعلى. اليوم لدينا 16 عضواً موافقا على كل ما جرى في ما يتصل بعقد التلزيم".