اشار الوزير السابق ميشال إده الى انه "من غير المجدي الحديث عن تعديل الآلية الحالية لعمل مجلس الوزراء. لندع ما هو قائم يستمر. بالتأكيد لا يريد الموارنة تغيير الآلية التي تشترط التوافق في كل امر. تغييرها يعني تسهيل استمرار عمل الدولة بلا رئيس للجمهورية، ومن ثم استمرار الفراغ وصرف النظر عن الاستحقاق. وهذا ما يقتضي ان لا يحصل ابدا. على اي حال، الاستحقاق معلّق على امر واقع واحد: إما ميشال عون رئيساً او لا احد. لا خيار سوى ذلك او نبقى ربما سنتين او ثلاث سنوات بلا رئيس. لميشال عون وضع استثنائي. لا يزال وحده الماروني الاقوى. لا اراه ابدا عقبة في طريق الاستحقاق، وهو يخوض آخر معاركه فيه، ومن حقه ان يفعل. اما اذا كان المطلوب لا احد، فالبلد كما قلت يدير نفسه بنفسه".
واكد انه "يدعم آلية تلزم التوافق في كل ما يرتبط بعمل مجلس الوزراء كوضع جدول الاعمال واتخاذ القرارات وتوقيع المراسيم في الحال الاستئنائية، لأن لا حال مشابهة في أي دستور آخر في العالم يلحظ عدم انتخاب رئيس الدولة، فكيف مع غياب مجلس النواب والحكومة".
اضاف من الضروري ان يتمسّك الموارنة بالآلية الحالية وان عارضها افرقاء آخرون. ما يجري اليوم يثبت خطأ اعتقاد كثيرين. هذا الفراغ العام يُظهر الى اي مدى وجود رئيس للجمهورية اساسي في النظام والدولة. عندما غاب اختلّ عمل المؤسسات الدستورية كلها، رغم ما يقال عن تقليص صلاحيات الرئيس والمناداة بتعزيزها. طبعاً في مرحلة ما قبل اتفاق الطائف كانت لديه صلاحيات اكبر مما يقتضي، ولم يكن يمارسها بسبب طبيعة التوازنات الداخلية التي كانت تحمله على التسليم بأعراف تتخطى صلاحياته واحيانا تعطلها. لكن الصلاحيات تلك كانت اكبر من ان تحتملها المعادلة الداخلية. مع ذلك لم تكن مقبولة لأنها جعلت من رئيس الجمهورية ديكتاتوراً. مع ان عدداً مهماً من الصلاحيات انتزع منه بحجة التوازن مع السلطات الاخرى، الا ان رئيس الجمهورية يظل اساس الدولة ورأسها الذي يعطّلها ما ان يقطع".
واوضح ان "حزب الله هو ممثل الشيعة. حزب الله لبناني، لا هو ايراني ولا سوى ذلك مما يقولون. ليس في الامكان اهماله. قد يكون العماد عون عندما تحالف مع الشيعة، وحزب الله تحديدا، قطع نصف الطريق الى الرئاسة. يبقى النصف الآخر مع السنّة. في السنوات الاخيرة لم يعد هناك مسلمون كما في العقود الماضية، بل سنّي وشيعي. سنّي وشيعي لا يساويان مسلماً كما من ذي قبل. بل السنّي هو السنّي والشيعي هو الشيعي. هذا هو واقع ازمات اقليمية في المنطقة تسببت بوجود نزاع سنّي ــــ شيعي. اليوم هناك توازن هائل بين الفريقين في لبنان، ما يعني الحاجة الى توافق سنّي ــــ شيعي على كل الاستحقاقات وخصوصا انتخابات الرئاسة. من دون هذا التوافق سيكون صعبا حصولها".