أشارت صحيفة "النهار" إلى ان المشروع المطروح حول انشاء مرأب في وسط ساحة التل عبارة عن اربعة طبقات تحت الارض في "ساحة عبد الناصر" وسط المدينة، في المكان الذي كانت قائمة عليه السرايا العثمانية القديمة والتي هدمت قبل اكثر من خمسين عاما. طبقتان لسائقي السيارات العمومية بهدف تخفيف زحمة السير التي تشهدها الساحة يوميا، بحيث تنتقل كاراجات هؤلاء الى الاسفل، وطبقات للعامة، على ان يكون لكل منها مداخل ومخارج منفصلة، مع مراعاة العوامل البيئية وشروط السلامة العامة، واعتماد المعايير العالمية لناحية الهندسة الفنية والجودة المعمارية.
وأوضحت ان "المشروع الموكل تنفيذه الى مجلس الانماء والاعمار لاقى رفضا من فئة غير قليلة من بعض الجمعيات والفاعليات، لاعتباره "امتداداً للرؤية الانمائية الفاشلة التي تعتمدها الدولة تجاه المدينة لانه سيكرس الفوضى في ساحة التل، وسيتحول هو الاخر مرتعا للحشاشين ومروجي الدعارة والزعران، وان المدينة ليست بحاجة اليه، وانما الى محطتي تسفير شمالية وجنوبية"، بينما رحبت به هيئات مدنية أخرى معتبرة انه حاجة وضرورة لتخفيف ازمة السير الداخلية، ولاطلاق عجلة التنمية في طرابلس.
وطرح الموضوع بداية على المجلس البلدي بعد طلب مجلس الانماء والاعمار من البلدية اسقاط ملكيتها لعقارين داخل الساحة، ودخل الملف حيز المزايدات الشخصية بين بعض الاعضاء، فتم رفضه بالاجماع بداية، باعتبار ان "هبة" مالية كبيرة (50مليون دولار اميركي) ستقدمها الحكومة التركية لبناء قصر للثقافة والمؤتمرات في الحيز المكاني المطروح لاقامة المرأب.
وعلمت "النهار" من اكثر من عضو بلدي ان زميلهم في المجلس خالد تدمري ابلغهم بالهبة التركية، "فرحبنا بالفكرة ثم ما لبث ان تبين انها غير موجودة اطلاقا، حتى السفير التركي في لبنان لا لعلم له بها، كل ما في الامر ان تدمري كان يحضر مؤتمرا في تركيا منذ مدة فقابل رئيس الوزراء احمد داود اوغلو وقال له حبذا لو تعود تركيا الى طرابلس عبر بناء قصر للثقافة مكان السرايا القديمة بهبة منها، فقال له اوغلو: ان شاءالله خيرا".
انتهت القضية عند هذا الحد، ولم يجر اي عمل مادي لتحريك الهبة، وكانت زيارة رئيس البلدية نادر الغزال ومعه بعض الاعضاء للسفير التركي لتقديم طلب رسمي له بالهبة فأبلغهم بعدم علمه بها اطلاقا، وقال: "لم أتسلّم اي اوراق او معطيات من الخارجية التركية في هذا الخصوص".
وبعدها تبين ان الهبة التركية غير موجودة فعليا وانها عبارة عن كلام عابر بين تدمري واوغلو، وبعد تأييد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في بيان المشروع، واجتماع رئيس الحكومة سعد الحريري مع المجلس البلدي، دعا محافظ الشمال رمزي نهرا مجلس بلدية طرابس الى اعادة النظر في المشروع، فوافق المجلس على المرأب وقرر قبول اسقاط العقارين موضوع طلب مجلس الانماء والاعمار، على الا يتضمن مواقف لسيارات الاجرة، مع تمني البلدية على مجلس الإنماء والإعمار تعديل الدراسة بما يسمح بإنشاء السرايا القديمة فوق المرأب، وبالتالي إعادة النظر في التصميم الحالي ليلحظ إزالة مسارب سيارات كانت معدة لسيارات الأجرة، وسواها من عناصر قد تعوق بناء السرايا فوق المرأب.