تعد عملية القلب المفتوح من العمليات التي تحتاج الى دقة عالية وهي تحتاج الى وقت وجهد كبيرين. تطلق تسمية عملية القلب المفتوح على العمليات التي تجرى بالقلب مثل تصحيح العيوب الخلقية بالقلب أو العمليات بصمامات القلب أو الشرايين ويتم فيها عمل فتح أو شق بالصدر أو فتح بالقلب حسب نوعية الجراحة.
وفي ما خصّ العمليات بصمامات القلب، ففي الماضي كان يتم إجراء عملية القلب المفتوح عبر شقّ الصدر والعمل مباشرة في القلب، إلا أن التقنيات تطوّرت وبات بإمكان الأطباء تغيير الصمام الأبهر بواسطة التمييل وتسمى هذه العملية "tavi".
تقنية متطورة بطب القلب
تغيير الصمام الأبهر بواسطة التمييل تقنية حديثة ومتطورة في طب القلب الداخلي. وهنا تشرح طبيبة القلب رغاب حمدان عبر "النشرة" هذه العملية، لافتة الى أنها "تتم عبر إدخال صمام إصطناعي داخل الصمام المريض بواسطة التمييل الى مكانه"، مشددة على أنه "يتم إدخال الميل من الفخذين وليس من الفخذ الواحد ويوضع شريط لبطارية تستعمل للقلب خلال العملية فقط، وبعد توسيع الصمام في البالون وتحضير الصمام الاصطناعي، يتم ادخال الصمام الحيواني المصنوع من غشاء القلب عند الثور، داخل الصمام القديم الموسع، ويثبت بواسطة البالون"، مشيرةً الى أن "هذا النوع من العمليات يجرى لمن لا تسمح حالتهم الصحية بإجراء عمليات القلب المفتوح كما لمن يتجاوز سنهم لـ85 عاماً، ولمن لا يفتح صدره بسبب مشاكل صحية مرّ بها".
معاملة استثنائية لمرضى السرطان!
وعن إمكانية إجراء عملية القلب المفتوح بواسطة التمييل للمصابين بأمراض مستعصية، تشرح حمدان أننا "وبحالة وجود مرض سرطاني معين، وقبل إجراء عملية القلب المفتوح سواء بواسطة التمييل أو الشقّ، نبحث عن نسبة الشفاء لدى المريض، فإذا كانت فرص البقاء على قيد الحياة قليلة لديه نتركه على الدواء ولا نجري أيّ عملية، فيما إذا كان الأمر يستدعي إجراء عملية ويمكنه العيش سنوات عندها نتجه الى التمييل لا الشقّ خاصةً إذا كان يقوم بعلاج كيميائي لأن هذا الأمر يسبب له التكلّس في الصدر".
الوقاية خير من ألف علاج
الوقاية خير من ألف علاج. هذا ما تؤكده حمدان ، مشددةً على "ضرورة الإبتعاد عن المأكولات التي تضر الإنسان قدر المستطاع"، مشيرةً الى أن "العوامل الأساسية التي تعرضنا للإصابة بالقلب هي الأصابة بالسكري والضغط والكوليسترول إضافة للعامل الوراثي"، لافتةً الى أن "عوارض الإصابة بالقلب تأتي على شكل ضيق في التنفس وشعور بالثقل على الصدر إضافة الى دقات القلب السريعة".
لا تغطية من وزارة الصحة
تشرح حمدان أن "عمليات القلب المفتوح بما تتضمنه من تغيير للروسورات أو شرايين تجرى على حساب وزارة الصحة بإستثناء عملية تغيير الصمام الأبهر أو التافي التي لا تغطيها وزارة الصحة". هذا ما يؤكده بدوره مدير العناية الطبية في وزارة الصحة جوزيف حلو عبر "النشرة"، ومشدداً في نفس الوقت على أن "تغيير الصمام الأبهر بواسطة التمييل ضرورة لدى بعض المرضى خصوصاً إذا كان القلب لا يتحمّل البنج أو المنامة في المستشفى ولكن ورغم ذلك فإن وزارة الصحة لا تغطي نفقتها".
ويشرح أنّ "الصمام الإصطناعي يصل على إسم المريض من الخارج وكلفة العملية تفوق الخمسين ألف دولار"، مضيفاً: "وزارة الصحة تستطيع أن تتدخل في حالات استثنائية عبر مساهمة يوقعها وزير الصحة بخمسة أو عشرة ملايين ليرة"، مشدداً على أن "عملية "التافي" تجرى على نفقة المريض الخاصة حتى اليوم ولكن وزارة الصحة تسعى الى إدخالها ضمن قائمة العمليات التي تجرى على نفقتها".
تغيير الصمام الأبهر بواسطة التمييل لا يُعدّ تجميلية إنما ضرورة لبعض المرضى، ورغم ذلك فمن لا يملك كلفتها العالية مضطرٌ للمخاطرة بإجراء جراحة عبر شقّ الصدر، أمرٌ يوضَع برسم وزارة الصحة، على أمل الاستجابة...