أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام "أننا تواعدنا كبطاركة كاثوليك أن نلتقي قريبًا جدًا بغية وضع خطّة طريق لأجل تفعيل دور الكنيسة في المجتمع وتحديدًا في الأزمة الحالية التي لا تخصّ بلدًا فحسب بل هي أزمة كلّ العالم العربي، ونعوّل على أن تكون هناك استراتيجة فاعلة للعام 2015 محليًا وإقليميًا وعربيًا ومسيحيًا وأوروبيًا ودوليًا، على مستوى الفاتيكان والأمم المتحدة وبروكسل وجنيف وسواها، نخطّط لعمل جريء وقوي ليكون على مستوى خدمة ليس فقط أولادنا المسيحيين بل جميع مكوّنات هذا الشرق الذي نحن جزءٌ لا يتجزأ منه. اليوم الإنسان ضاعت قيمته لذا يُقتَل ويُحرَق ويُهجَّر، ونحن مهمتنا أن ندافع عن هذا الإنسان في الوطن العربي".
وأوضح في حديث صحفي انه "سبق وتحرّكنا وما زلنا نتحرّك على مستوى معاناة أبنائنا، ولكنّ المقصود اليوم من هذه الخطة أن نخرج بإعلان مشترك وخطة مشتركة فكرية روحية- إجتماعية- سياسيّة- محلية- دولية ننطلق منها الى العالم. وأتبنى الكلمة الفصل التي قالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في السعودية ومفادها أن تأليف وحدة عربية وحده يضمن مستقبلنا. ورئيس مجلس النواب نبيه برّي شدّد على كلمتي عندما قلت إن الوحدة العربية هي المستقبل. وأقول أكثر: العرب مسؤولون عن محاربة "داعش" وليس الولايات المتحدة، ويمكنهم بمكوّنيهم المسيحي والإسلامي أن يتحملوا هذه المسؤولية لأن الوحدة العربية هي الآلية الأكثر نجاعة لتحقيق هذا الهدف، وأبعد من ذلك هي الضمانة لكلّ مواطن في الوطن العربي، أما إذا كان الرؤساء منقسمين فالشعب يكون على دين أسياده".
وأوضح ان "الوحدة العربية هي أيضًا التي يمكنها أن تعطي قوّة إنسانية وطنية قوميّة اجتماعية جبارة في سبيل حلّ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. والبابا قالها في الرابع عشر من أيار الفائت خلال زيارته الأردن مشيراً الى أن هناك مفتاحين للسلام في المنطقة والعالم: المفتاح الأوّل توافق شامل للأزمة السورية فعليًا، والمفتاح الثاني هو العدالة للفلسطينيين. وهو أصاب الهدف في هذه الكلمات، وأظنّ أن الوحدة العربية ستعيد القضية الفلسطينيّة الى مستواها الحقيقي. وأبعد من ذلك، إذا كانت هناك وحدة عربية يغدو العالم العربي مجهزًا ومرشحًا لوسام جائزة نوبل للسلام على صدره، حينها فقط بوحدتنا نصدّر السلام لا الحرب وتنتشر الحريّة والديمقراطية والمواطنة والدولة المدنية والتناغم بين الدين والدولة والإسلام والشريعة. هذه الشريعة لا يمكن أن نستغني عنها، وأيضًا وصايا الله العشر. هذه شريعتنا، كلّ شريعة تتناغم مع مقتضيات القيم المسيحية. لمَ لا؟ الشريعة الإسلامية جيدة وأيضًا المسيحية والإنجيلية. هذا هو المستقبل ولا نرضى أن يكون هذا مكان ذاك. حينها فقط يحقّ لنا أن نفاخر بأن مشرقنا، مهد الديانات والحضارات، من أنجع نموذجات العيش المشترك في العالم".
وعن ما يمر به الأشوريون، لفت لحام إلى انه "اتصل شخصيًا بالمطران افرام الآشوري في الحسكة للإطلاع على واقع إخوتنا الآشوريين المنتشرين على ضفاف نهر خابور والحسكة والقامشلي، ونحرص من خلال كلّ ظهوراتنا الإعلامية وفي غير مناسبة أن نحمل هذه الآلام الى العالم. والبابا فرنسيس خلال صلاة السلام الملائكي الأحد طلب من الآلاف الموجودين في الساحة أن يقفوا ويصلوا من أجل إخوانهم الآشوريين. وأظنّ أن شعار العالم هو ما قاله البابا في رسالة الصوم: نعيش عولمة اللامبالاة، تقابلها عولمة التضامن. وبإذن الله سنتمكن من هنا، من لبنان وسوريا وهذا الشرق من إطلاق عولمة القيم الكبرى، عولمة التضامن".
من جهة أخرى، شدد على ان "الإلحاح على انتخاب رئيس للجمهورية لا يفارق شفاهنا وألسنتنا، وهو موضوع الضراعات والصلوات في أيام الصوم ورفع الأيدي أمام الله لتتحقق أمنية كلّ لبناني ويكون له أمنه وأمانه واستقراره بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، والوسام الجوهري يكون في حفظ كرامة لبنان ورسالته، ولبنان من دون مكوّناته الأساسيّة سيكون بلا رأس وبالتالي لا يمكنه أن يتمّم رسالته التي كانت عبر التاريخ ولا تزال رسالة الى كلّ العالم العربي".
وعن بلبلة المدرسة البطريركية-زقاق البلاط، شدد لحام التشديد على كلّ ما ورد في البيان الذي أصدره باسم البطريركية أمس والذي جاء فيه ما حرفيته: "منذ مدة تحاول البطريركية ايجاد حلول لتطوير المدرسة البطريركية في زقاق البلاط - بيروت، وقد وردت إلى البطريركية عروض مختلفة. وأخيرًا قدم عرض انكب غبطة البطريرك مع السينودس الدائم، بالاضافة إلى المجلس الاقتصادي في البطريركية ونخبة من أبناء الطائفة في بيروت، على دراسته بتروٍّ وموضوعية علمية. ولن يؤخذ أي قرار إلا بعد الدراسة المستفيضة، واتباع الآلية التي تفرضها القوانين الكنسية".