أكد المطران مارون العمار في كلمة له خلال ندوة تحت عنوان "المؤتمر الوطني الثاني لوهب الأعضاء والمسؤوليّة الدينية
وتوقيع بروتوكول التعاون بين اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء والأنسجة البشرية واللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان"، أن "ثقافة العطاء متجذّرة في صميم الديانات السماويّة، والعاطي الأوّل والأكبر هو الله، ومنه نستمدّ هذه الثقافة الإلهيّة بامتياز"، مشيراً الى أن "الديانات السماويّة تؤمن بأنّ حياتنا هي عطيّة من الله، وعلينا أن نثمّر خيراً هذه العطيّة خلال حياتنا على هذه الأرض لكي نردّها يوماً مع ربحها الى خالقها، ونتمتّع معه بالحياة الأبديّة".
ولفت المطران العمار إلى أنه "إذا عدنا الى كتاب الحياة نرى أن الله يحثّنا يوماً بعد يوم على العطاء، إن من مالنا أو من معرفتنا أو من ممتلكاتنا أو من ذواتنا أو من جسدنا، لكي نساعد المحتاج إن كان من الأقربين منّا أو من الأبعدين"، مشيراً إلى أن "البعض يظن أنّ الديانات السماويّة التي نتبع تعاليمها بهذا الشأن تمنع وهب الأعضاء والأنسجة، وهذا ظنٌّ ليس في محلّه، وإن كانت هذه الديانات تضع بعض المبادىء لوهب الأعضاء، والتي سنعالجها" مشيراً الى أنه "يبقى هذا الوهب عملاً مكرّماً من الانسان والله في آن واحد".
وأشار الى أن "الأصوات النشاذ موجودة ولكنّها تؤكّد القاعدة التي تباركها الديانات السماويّة عموماً، والديانة المسيحيّة بنوعٍ خاص، شرط أن يكون الوهب للأعضاء والأنسجة ضمن الشروط الموافَق عليها من قِبَل الدولة اللبنانية، والطبّ، والدين"، معرباً عن ثقته بالآليّة القانونيّة لوهب الأعضاء التي يتوافق عليها كلّ من الدولة والطبّ في هذا الخصوص، واللّجنة الوطنية تحرص حرصاً كاملاً على أن يكون عملها في هذا المضمار بعيداً عن الشبهات والاستغلال الرخيص.
ورأى المطران العمار أنّ ما تقوم به اللّجنة هو رسالة دينية، وانسانية، ووطنية في آن واحد، مؤكداً أننا "لا نخاف بأن نزرع شيئاً صالحاً منّا في الآخرين، لأنّنا بالصلاح نتكامل، ونتعاضد، ونبني الأوطان التي نحلم فيها"، معتبراً انه "في وطننا الكثير من الصالحين الأخيار، ودورنا كما نقوم به في هذا المؤتمر، أن نُنير طريقاً خيّراً ليمشي عليه المواطنون على هدي الخير والصلاح".