أثنى ممثل وزير الصحة وائل أبو فاعور، انطوان اسطفان في كلمة له خلال ندوة تحت عنوان "المؤتمر الوطني الثاني لوهب الأعضاء والمسؤوليّة الدينية وتوقيع بروتوكول التعاون بين اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء والأنسجة البشرية واللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان" على مواكبة "اللجنة الأسقفية لراعوية الصحة في لبنان" برئاسة المطران مارون العمار لـ"برنامجنا في تعميم إدخال مفهوم وهب الأعضاء، ضمن كل المؤسسات التابعة لها من مدارس ومستشفيات"، مشيراً الى "أننا يمكننا القول أن مستقبل البرنامج الوطني لوهب الأعضاء الرائد في لبنان والذي اطلقناه إعلامياً في 13 كانون الثاني الماضي وجاءت نتائجه كبيرة ومشجعة جداً، هذا البرنامج بات يعتمد على كل واحد منا وعلينا معاً"، منوهاً بدور الإعلام وأهميته في نشر هذه الثقافة".
ورأى اسطفان أن نسبة الوهب في لبنان مع البرنامج الوطني ثابتة ولكنها لا تزال متدنية، مؤكداً أن "هذه القضية لا يمكن بعد اليوم إلا أن نكون مسؤولين معاً عن نجاحها أو تعثرها"، مشيراً الى أنه لما كان التبرع بالأعضاء ينقد حياة العديد من المرضى، فإن التبرع بعد الموت هو الطريقة الأسلم لوهب الأعضاء".
وتسائل عن سبب تهرب الناس والمؤسسات عموماً من التبرع بالإعضاء، مؤكداً أن هناك العديد من الأعذار لكن بين الأسباب الواقعية التي باتت معروفة، هناك سببٌ واحد مشترك هو ضغوط الحياة الحديثة، التي جعلت المعادلات والحسابات تأخذ تدريجياً مكان المشاعر الإنسانية".
وشدد على "أننا سنظل ننادي بأن نتذكر دوماً إنسانيتنا وحاجتنا لبعضنا بعضاً، وأن نحافظ على ماهية المريض الإنسان حيث أصبح في وقتنا الحاضر، وكأنه مجرد رقم".
ومن جهة أخرى اعتبر اسطفان أن "منطقة الشرق التي نحن في قلبها، هي مهدُ الديانات الموحّدة المؤمنة بالله والتي تبشر بإحترام الإنسان"، مؤكداً أن وهب الأعضاء يعتمد على حسن التضامن بين البشر، وعلى تجاوز الاختلاف المذهبي والحزبي والمصالح الخاصة، وعلى التعامل بمسؤولية تجاه مبدأ التبّرع بالأعضاء لأنه وضع من أجل خدمتنا، داعياً الى ان تكون هذه القضية "قضية توحدنا في لبنان، على الأقل في صحة أجسامنا كما في الاختلاط في العطاء".