شدّد عضو الائتلاف السوري المعارض ورئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا على أن "الثورة السورية وبعد 4 سنوات على انطلاقتها لم تفشل باعتبار أنّها لا تزال مستمرة"، معتبرا أن الكل كان يعتقد ان المدة قد تكون اكثر كما عدد الضحايا والتضحيات، الا أن ذلك لم يحصل.
واشار سيدا في حديث لـ"النشرة" الى أن "الثورة" تمر حاليا بمراحل صعبة، محملا المجتمع الدولي المسؤولية الكبرى لما وصل اليه الوضع داخل سوريا. وأوضح أنّ "المجتمع الدولي أوحى للسوريين بأن التغيير مقبل وعلى الأبواب خاصة بعد تشكيل كيان الدول أصدقاء سوريا والاعتراف السياسي بالائتلاف المعارض، الا انّه وبالمقابل اكتفى بالدعم السياسي ولم يقدّم أي امكانيات لاسقاط النظام". ولفت سيدا الى انّه وبمقابل تخاذل المجتمع الدولي كان حلفاء النظام يمدّونه بكل مستلزمات البقاء، وهو ما جعل الأمور تصل الى ما هي عليه حاليا.
قصور في أداء المعارضة السورية
واعتبر سيدا أن الوضعية السابق ذكرها جعلت قوى المعارضة مربكة فلم تتمكن من السيطرة على الميدان، وهو ما أدّى لظهور قصور كثيرة في آدائها. وقال: "نحن لم نستفد من طاقات الجاليات السورية المنتشرة في دول العالم وخصوصًا في مراكز القرار، في أوروبا واميركا، كما من امكانيات هذه الجاليات المالية في دول الخليج ما كان سيؤدي لتحقيق استقلالية مالية للثورة".
ورأى سيدا أن من أسباب ذلك "عدم وجود أحزاب فاعلة وكبيرة، وسيطرة الحالة النرجسية والنجومية على عدد من الشخصيات الذين سعوا لبناء علاقات دولية لتسويق أنفسهم بدل وضعها في سبيل القضايا الوطنية".
مصرون على قيام دولة مدنية
ورجّح سيدا أن يستمر الجرح السوري مفتوحا وينزف طالما المعالجات لا ترتقي للمستوى المطلوب، معتبرا أن سياسة مكافحة الارهاب والحرب التي يخوضها التحالف الدولي لن تؤدي غرضها كونها لم تلحظ اساس الارهاب الا وهو النظام. وقال: "لطالما نبهنا من خلط السياسة بالموضوع المذهبي الا أنّنا وللاسف وقعنا بالمحظور باعتبار ان احدا لم يستمع الينا، وقد لعب النظام على هذا الوتر وأوقع المجتمع الدولي في الفخ، اذا لم نقل أن ما أقدم عليه تناسب مع الحسابات الدولية".
وشدّد سيدا على ان ما تطرحه قوى المعارضة الحقيقية يتناقض كليا مع ما يطرحه تنظيما "داعش" و"االنصرة"، لافتا الى اصرار المعارضة على قيام "دولة مدنية في سوريا تقوم على مجتمع ديمقراطي – تعددي".
الوضع السوري يهدد الاستقرار والأمن الدوليين
وشدّد سيدا على ان الحل السياسي وحده يضع حدا للأزمة في بلد كسوريا متعدد القوميات، لافتا الى ان الخيار العسكري أدّى لخراب البلاد التي تبقى مفتوحة حاليا على كل الاحتمالات. وقال: "نحن التقينا المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا قبل 3 ايام واستمعنا اليه حول طرحه تجميد القتال في حلب وادخال المساعدات الانسانية، الا اننا نعتبر أنّه طالما دي ميستورا غير مدعوم بموقف دولي حازم فهو لن يتمكن من الاستمرار بمهتمه وسيكون مصيرها كمهمات المبعوثين السابقين".
وحثّ سيدا على وجوب "بلورة موقف دولي يدعو لتدخل جدي لمعالجة الوضع السوري الذي لم يعد يهدد سوريا والمنطقة فحسب بل الاستقرار والأمن الدوليين".