كشفت مصادر أمنية لـ"الأخبار" عن "وجود تحفظات كثيرة حول مرأب ساحة التل في طرابلس أبلغت لبعض الجهات، منها أنه "إذا لجأت مجموعة مسلحة وإرهابية إلى داخل المرأب، وتحصنت داخل جدرانه الباطونية، فمن سيخرجها منه، وهل نريد إقامة مخيم نهر بارد جديد وسط منطقة التل؟".
واشارت "الاخبار" الى رأي أصحاب الاختصاص من مهندسين تحديداً، منضوين في حملة الحراك المدني المكونة من 35 جمعية وهيئة مدنية طرابلسية. أحد أعضاء الحملة وأمين سرّ فرع المهندسين المعماريين في نقابة مهندسي طرابلس، المهندس فادي عبيد، أوضح لـ"الأخبار" أن "كل الآراء متفقة على أن تنفيذ المرأب وحده غير مقبول، وينعكس سلباً على جواره، وعليه طرحنا منذ نحو شهرين اقتراحاً لم نعرضه على الإعلام حتى لا ندخل في سجالات مع أحد، مع خرائط ودراسات أولية، يقضي بإقامة 4 مواقف فوق الأرض في منطقة التل وجوارها، بدل إقامة موقف تحت الأرض، وأن التكلفة المالية للمواقف الأربعة أقل من تكلفة المشروع المقترح بنحو 3 أضعاف على الأقل".
وكشف عبيد أن "أحد المواقف الأربعة موجود، وهو موقف تحت أرض مدرسة السلطانية خلف مركز مالية طرابلس، يتسع لنحو 200 سيارة وهو غير مستخدم في الوقت الحالي، وقد تبين للأسف أن بلدية طرابلس لا علم لها به". ورأى عبيد أن "من بديهيات العمل الهندسي تقديم دراسة جدوى حول أي مشروع، وإذا تبين وجود مشروع بديل بأسعار أقل وشروط أفضل يعتمد المشروع البديل، وهو متوافر في هذه الحال"، ولفت إلى أن "تكلفة إدارة مرأب للسيارات تحت الأرض مكون من 4 طبقات تحت الأرض أمر صعب ومعقد عندنا، لجهة إنارته والحفاظ على نظافته ونظام التهوئة فيه".
وأشار عبيد إلى أن وفداً من الحملة جال على معظم المسؤولين وقدّم لهم اقتراحاته، موضحاً أنه "آثرنا عدم الخوض في سجالات حول الموضوع مع أي طرف، لأنه بات من يعرف بالمرأب ومن لا يعرف يعطي رأيه فيه، وخصوصاً بعد تسيّس المشروع"، لكنه كشف "أننا ندرس قانونياً إمكانية تحويل الأموال المخصصة للمرأب بما يناسب اقتراحنا، أي إقامة 4 مرائب فوق الأرض بدلاً من مرأب واحد تحت الأرض، بعدما علمنا أنه إذا رُفض المشروع فإن أمواله ستطير".