أحيت مدينة النبطية عيد البشارة باحتفال حاشد رعاه السفير البابوي في لبنان المونسيور المطران غابرييل كاتشيا ونظمه النادي الحسيني في مدينة النبطية ومطرانية الروم الملكيين الكاثوليك وبلدية مدينة النبطية وجمعية مريم ملكة السلام، وذلك في قاعة مارانطونيوس في ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية.
وأعلن رئيس بلدية النبطية احمد كحيل انه "ليس غريبا على مدينة عاشت وما زالت وستبقى تعيش وتجسد القيم السامية بكل ابعادها، فهي مدينة الحسين ومدينة الشهداء ومدينة العلم والعلماء، ليس غريبا ان تحيي اليوم عيدا يوحد ولا يفرق، عيدا ملؤه المعاني النبيلة ليرقي بنا الى ارفع درجات الانسانية فنصبح بذلك اقرب الى الله تعالى وهذه هدفنا في الحياة ومن الحياة".
ورأى الرئيس الاول لمحاكم النبطية القاضي برنارد شويري انه "مرة اخرى تجمعنا الطاهرة في الارض المقدسة، في النبطية، عاصمة جبل عامل، وموطىء اقدام الانبياء والصالحين، من قنا الجليل الى ابي ذر الغفاري الى نبلها، هذه المدينة شرف ان تكون مدينة الامام الحسين، ومرة اخرى ندخل الزمن المريمي، زمن المبشرة بالمخلص، بكلمة الله الذي خاطبها، الا تحزني قد جعل ربك من تحتك سريا، مرة اخرى ندخل زمن المبشرة من الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه، واسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين، مرة اخرى نستشعر مع سيدة البشارة لحظة الفرحالتي نعشقها كلما ذكر اسم مريم".
بدوره أشار ممثل متروبوليت صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك الخوري فيليب حبيب الى ان "الشعب الحاضر هاهنا هو عائلة روحية واحدة، موحدة لله الواحد الاحد، وان الديانات السماوية تنبثق من مصدر واحد مكرمة ومصدقة لما اتى قبلها وما بعدها وما فيها هو جامع بكل الشرائع السماوية والشرعية والوضعية، وبين قبب الكنائس ومآذن الجوامع".
كما اكد الامين العام للقاء الاسلامي المسيحي ناجي الخوري ان "العيد الوطني الجامع الذي اطلقناه معا عام 2010 مسلمين ومسيحيين وصار محطة اساسية في حياتنا الوطنية، في الـ25 من اذار قد نشر اشعته في المشرق ولن نكتفي بهذا فإن وجود الاكثريات كما الاقليات سواء، واحدنا يغني الاخر ويشكل بعدا حقيقيا له، لا غنى عن تشبثنا ببعضنا، ولا غنى عن امنا مريم الحاضنة الجامعة وهي التي كانت تأتي الى مرجعيون لتنتظر ابنها ومازالت على ارضنا تنتظرنا جميعا وتضمنا معا دون تفرقة وهنا في ثانوية الراهبات الانطونيات تتجلى الوحدة الوطنية الحقيقية حيث يستقبل هذا الصرح تلاميذه من جميع الطوائف، لا بل بغالبيتهم المسلمة لا لشيء بل ليؤكد النس هنا على ثقتهم باخوانهم المسيحيين، ولتؤكد الرهبنة على مشاعرها الصادقة وانفتاحها على مكونات الوطن كافتها".
ثم عبر راعي الاحتفال السفير البابوي في لبنان المونسيور المطران غابرييل كاتشيا عن سعادته وسروره "لوجوده اليوم في هذه المدينة الرائعة مدينة النبطية وفي هذا الاحتفال الوطني المميز"، لافتا الى أنه "تأثر جداً بما شاهده في النبطية اليوم لأنني شعرت أنني في بيتي لذلك سأخبر قداسة البابا أن السلام الذي ينشده ويكتب عنه لمسه في النبطية".
ودعا الى الإبتعاد عن كل "ما يؤول الى الموت والحزن والتفرقة وهذا من الواضح أنه طريقة عيش لديكم مع مريم".