اشارت "الاخبار" الى أن بلدة القليعة (قضاء مرجعيون) أخذت على عاتقها بشكل رسمي استقبال اللاجئين العراقيين المسيحيين الكلدانيين، بعدما عمل كاهن الرعية في البلدة الأب بيار الراعي على استقبالهم وتأمين ما يلزمهم حين وصولهم إلى البلدة والإقامة فيها. يقول أحد أبناء البلدة إن "الأب بيار يتواصل مع السفارة والجمعيات الدولية ولا سيما كاريتاس لتأمين المساعدة لاستقبال العراقيين في البلدة، التي هاجر معظم أبنائها الى بلدان مختلفة، وفرّ منها العشرات من الأسر الى داخل فلسطين المحتلّة، أثناء التحرير، ما جعل معظم منازلها فارغة، وصالحة لاستقبال اللاجئين العراقيين، في محاولة لإعادة الحياة الى البلدة".
واشار المصدر الى أن خطوة الأب بيار لاقت ترحيباً وانتقاداً في الوقت نفسه من أبناء البلدة المقيمين، وتحديداً الشباب الذين يواجهون مشكلة بطالة بسبب قلة فرص العمل، وخاصة بعد تأمين العديد من فرص العمل للاجئين العراقيين، الذين يبدو أن معظمهم من ذوي الكفاءات العلمية، وبعضهم من حملة شهادات الطب والهندسة. اضاف المصدر إن "بعض الشباب طالبوا البلدية وكاهن الرعية بتأمين فرص العمل لهم قبل أن يعمدوا الى مساعدة اللاجئين وتأمين العمل لهم، فمن غير اللائق تأمين العمل والمساعدة للاجئين ــ رغم ظروفهم الصعبة ــ قبل أن يؤمنوا العمل للشباب، الذين باتوا يفضلون الهجرة".
وتحدث الأهالي عن علاقات مصاهرة تجرى بين اللاجئين العراقيين وأبناء البلدة، وهذا ما سيؤدي لاحقاً الى اندماج كلّي مع اللاجئين. واستغرب رئيس البلدية شفيق ونّا ردّات الفعل هذه، معتبراً أن "استقبال اللاجئين العراقيين ظاهرة طبيعية جداً، وتحصل في معظم البلدات التي تستقبل لاجئين سوريين، حتى إن العديد من أبناء البلدة تزوجوا بسوريات، ولم تحصل ردات فعل مشابهة". واشار الى أن البلدية تحاول تأمين فرص العمل للاجئين العراقيين الذين يرغبون في ذلك، وأكد أن الأب بيار الراعي ينسّق مع المطارنة الكلدان لاستقبال اللاجئين العراقيين، وهذا يحصل في أكثر من بلدة، وإن كانت بلدة القليعة تستقبل العدد الأكبر، الذي زاد على 50 أسرة حتى الآن".