رأى النائب السابق اميل اميل لحود أنّ "بعض العرب يصنِّفون ما يحصل في اليمن بأنّه انقلاب يستدعي التدخل العسكري، في حين أنّ ما يحصل في سوريا، من إرهابٍ وتدميرٍ ومجازر، ربيع عربي وثورة شعبيّة"، مشيراً الى أنّ "هناك توصيف واحد يصلح لوزير خارجيّة يتولّى منصبه منذ أربعين عاماً ويقدّم للآخرين دروساً في الديمقراطيّة".
وأضاف لحود: "أين كانت هذه النخوة العربيّة حين كانت تُقصف غزة بالصواريخ وتدمّر مدارسها فوق رؤوس الأطفال؟ وأين كانت حين استباح تنظيم "داعش" مدن العراق وقضى على الطائفة الأيزيديّة وهجّر المسيحيّين وسبى النساء؟ وأين كانت حين تعرّض لبنان لعدوان تمّوز، وقبله الكثير من الحروب الإسرائيليّة؟ ألم تتحرّك مشاعر ملوك وأمراء العرب لرؤية أبٍ يحمل طفلته التي مزّقت جسدها قنبلة انشطاريّة رمتها دولة غاصبة تملك مكاتب تمثيليّة وسفارات في الدول المتحالفة اليوم لـ "تحرير" اليمن؟ أم أنّ مشاعر هؤلاء لا يحرّكها سوى النفط والغاز والمصالح؟".
وسأل: "ألم يكن الأجدى أن تتحرّك الطائرات والجيوش العربيّة، في تحالفٍ واحد، وتتّجه نحو فلسطين المحتلّة؟ ألم يكن الأجدى أيضاً أن تجتمع للقضاء على الإرهاب كي لا نستمرّ، نحن أصحاب النوايا السيّئة، بالتشكيك بتمويل بعض الدول العربيّة للتنظيمات الإرهابيّة؟". وقال: "اتّضح أنّ طائرات وجيوش بعض العرب لا تتحرّك إلا من منطلقٍ مذهبيّ، أما القضايا العربيّة، وفي طليعتها القضيّة الأمّ الفلسطينيّة، فتكفيها بيانات الاستنكار والتعبير عن القلق التي مللنا سماعها، ملكاً بعد ملك، وأميراً بعد أمير".
ورأى لحود أنّ "هناك من يصرّ، من حينٍ الى آخر، على تذكيرنا بأنّ هناك ما يسمّى جامعة عربيّة، وهي تجيد التفرقة أكثر من الجمع وإن أردنا أن نخلّد ذكرى إنجازاتها لعجزنا عن إكمال سطرٍ واحد، اللهم إذا استثنينا بياناتها الإنشائيّة التي لم تُعد لاجئاً فلسطينيّاً الى أرضه ولا حمت كرامةً عربيّة دُنّست مراراً منذ بات للعرب جامعة".