اعتبر رئيس دير مار الياس انطلياس الاب جوزيف بو رعد ان "الجمعة عظيمة بكل المعاني، عظيمة بالظلام الذي سيطر على الكون عندما صلب ياسوع، عندما فجر الملوك والرؤوساء سلطتهم وحقدهم وصلبوا انسانا بريء، الجمعة عظيمة بجو السخرية الذي ساد حول صليب ياسوع من الجنود اللذين صلبوه، عظيمة بآلام ياسوع، عظيم بالعنف الذي ملىء قلوب الناس اللذين ارادوا قتله بأشنع الطرق".
وخلال رتبة سجدة الصليب، اشار بو رعد الى ان الموت مصير الانسان، لكن الموت الذي لا ينحمل هو عندما تقتل كرامتنا ويستهزأ فينا مصلوبين عندما لا نجد سبب لالمنا وموتنا، كما حصل مع المسيح، لكن كبر ياسوع انه قلب المعادلة، وبموته استطاع ان يقلب السخرية الى حقيقة، لانه مات ملك على الصليب ومن على صليبه قال: "يا رب اغفر لهم لا يدرون ماذا يفعلون"، موضحا ان ياسوع مات ملك لانه فرض منطقه على الصليب عنما واجه الحقد بالغفران، وهكذا انتصر على الموت من على صليبه لانه لو رد على العنف بالعنف كانت انتهت الحكاية بعنف وعنف مضاد، الا انه بعظم قوته تحول من ضحية الى الملك الذي يرى ابعاد الامور.
ولفت بو رعد الى انه اذا اردنا الاتكال على ياسوع علينا ان نحمل صليبنا كما هو حمل صليبه، نحن لا نموت بل نستشهد لان في لحظة الموت لدينا ما نقوله، مشيرا الى اننا نحن نضطهد كما كل الناس لكننا لا نقبل ان اللذين يضطهدونا ان يكونوا ضحية حقدهم، بل يجب ان تتجلى صورة ياسوع في وجوهنا هي صورة منطق المحبة التي تفرض على الناس خاصة الناس اللذين يريدون ان يضطهدونا، مؤكدا انه "مرفوض ان يموت الا ونحن نقول كلمة الحق ونثبت على كلمة ياسوع عندما نكون بقلب المحنة والآن الاضطهاد هو المحنة".