رغم إجراءات الاحتلال الاسرائيلي التي لا تتغيّر كلّ عام، بل تزداد قمعاً في فلسطين عموماً والقدس المحتلة التي تشهد الاحتفال بالقيامة المجيدة هذه الأيام خصوصاً، يُصر المسيحيون الفلسطينيون ومسيحيو العالم على الاحتفال والوصول إلى "كنيسة القيامة" لأداء الصلوات والمشاركة في الطقوس الدينية، لما لها من أهمية دينية وروحية في قلب المدينة المقدسة التي تعيش ظروف الحصار والاحتلال والألم.
ويحتفل المسيحيون بعيد الفصح حسب التقويم الغربي بدءًا من يوم "الجمعة العظيمة" و"سبت النور" لتتوج الاحتفالات والصلوات يوم الأحد بعيد "الفصح المجيد"، إذ بدأ منذ أيام آلاف الحجاج المسيحيين بالتوافد من شتى أنحاء العالم إلى مدينة القدس للمشاركة في الصلوات والطقوس في كنيسة القيامة.
ووصل إلى البلدة القديمة بالقدس المحتلة المئات من الحجاج من دول أوروبية، وأميركا، وروسيا، وشرق آسيا، ومصر، فيما حرم المئات من مسيحيي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول الى كنيسة القيامة، للمشاركة في الفصح، لعدم منحهم تصاريح وفقاً لمصادر فلسطينية محلية تحدثت لـ"النشرة".
الحواجز وإجراءات الاحتلال
ويوضح الأب عيسى مصلح الناطق باسم بطريركية القدس، أن لهذه الأعياد المسيحية أهمية خاصة لدى المسيحيين الفلسطينيين وكافة مسيحيي العالم، إذ توجد كنيسة القيامة حيث صلب السيد المسيح وقام في اليوم الثالث من القبر المقدس، معتبراً أنّ ما يميز هذا العيد، هو أن شمل العالم المسيحي يلتئم في الأراضي المقدسة التي ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية.
وفي حديث إلى "النشرة"، يقول مصلح: "إننا نتواجد في قلب كنيسة القيامة رغم الحواجز الاسرائيلية والجدار الفاصل الذي قطع أوصال المدن الفلسطينية، ونؤدي طقوسنا وصلواتنا الدينية ونحتفل بهذا العيد مع اخواننا المسلمين أيضاً، لأنّ الاعياد المسيحية والاسلامية هي أعياد وطنية، سيما وأنّ اخواننا المسيحيين من لقبوا سبت النور أي النور يبزغ من القيامة القبر المقدس في القيامة".
ويعتبر أن المسيحيين في فلسطين، والذين جاءوا من دول العالم كافة، مصرون على الاحتفال بأعيادهم في وقت يتذرع الاحتلال الاسرائيلي بالأمن ويقيم عشرات الحواجز، ويمنع الآلاف من أداء صلواتهم الدينية سواء مسيحين أو مسلمين، مشدداً على أن الاحتلال يلعب دوراً كبيراً في تشتيت الشعب الفلسطيني المعذب.
عيد العائلة
وعن إجراءات الاحتلال والتحضيرات للمناسبات الدينية العظيمة، يعبّر المستشار الاعلامي للكنائس الأرثوذكسية في فلسطين، وديع ابو نصار عن أسفه لعدم تمكن جميع الفلسطينيين من الوصول الى القدس خلال هذه الايام المباركة، بسبب ما يسمّيها "التصاريح الجزئية" التي يعطيها الاحتلال لأعداد محدودة منهم سواء في الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة.
وفي حديث إلى "النشرة"، يقول أبو نصار، إنه في السنوات الماضية كانت تعطى التصاريح لبعض أفراد العائلة وليس لكاملها، فمثلا يعطي الأب والأم التصاريح ويحرم الأولاد، أو يحرم أحد أفراد العائلة من التصريح، وذلك يحرم العائلة من التجمع والمشاركة سوياً في العيد.
ويضيف: "هذا العيد هو عيد العائلة والأصل في الأعياد أن تجتمع العائلة سوياً بالصلاة والمعايدة والسهر، لكن للأسف وبسبب القيود الاسرائيلية تحرم العائلة في كثير من الاحيان من ذلك".
ويتوقع أبو نصًار، حضور آلاف المسيحيين إلى مدينة القدس، التي تعد مركزاً للأحداث التي حصلت في كنيسة القيامة كالصلب وقيام السيد المسيح، لافتاً إلى أن التسهيلات الاسرائيلية تبقى منقوصة كما كل عام، إذ أنه من حق جميع الوصول إلى الأماكن المقدسة دون شروط وبكل حرية.
ويلفت إلى أنّ "الكنائس طلبت من السلطات الاسرائيلية تسهيل دخول كافة المسيحيين الى القدس خلال فترة الاعياد وعدم حرمان أي فرد من ذلك، خاصة وان هذا العيد هو من اهم الاعياد في الديانة المسيحية".
تقرير محمد فروانة من غزة