اشار راعي ابرشية بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس بسترس الى انه "في ختام سينودس "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط"، أطلقنا نداء قلنا فيه: نحن اليوم أمام منعطف تاريخي، وان الله الذي وهبنا الإيمان المسيحي في هذا الشرق منذ ألفي سنة يدعونا الى ان نستمر بجرأة وقوة وثبات في حمل رسالة المسيح والشهادة لإنجيله الذي هو انجيل المحبة والسلام"، لافتا الى "اننا نؤكد اليوم ان الدول العربية والاسلامية في هذا الشرق لن تعرف السلام ما لم تقبل رسالة المسيح، التي هي رسالة محبة وسلام".
وخلال ترؤسه قداس اثنين الباعوث في كنيسة المخلص السوديكو، اضاف: "هذه رسالتنا سنستمر في القيام بها، ونحن نعلم انها ستكلفنا الكثير من الجروحات والآلام. لكننا نؤمن بان نهاية الطريق هي القيامة، لاننا لسنا وحدنا بل المسيح الحي المنتصر على الموت معنا".
واشار الى انه "في مثل هذا العيد من السنة الماضية، في هذه الكنيسة بالذات، قلنا:في جو القيامة هذا، جو المحبة والمصالحة والسلام، نطلب من نواب الامة ان يقوموا بواجبهم الوطني بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة التي يحددها الدستور. هذه وكالة قد منحهم إياها الشعب فنطالبهم بالعمل بها بأمانة وحرية، بدون مساومات، وبدون انتظار كلمة السر تأتيهم من الخارج"، مضيفا:"والبارحة قلنا في عظة العيد:ان كلمة الفصح تعني العبور، وعيد الفصح هو عيد العبور من العبودية الى الحرية. وأضفنا:هناك نوعان من العبودية:العبودية للخارج، والعبودية للانانية. ان العبودية للخارج هي مصيبة المصائب. ان الذين صنعوا الاستقلال أرادوا ان يتحرروا من العبودية للخارج، سواء أكان في الشرق أم في الغرب، ليصيروا كلهم من مختلف طوائفهم ابناء أحرارا في وطن حر مستقل. ما بالنا اليوم نرغب في العودة الى العبودية، ماذا ينتظر نوابنا الكرام لينتخبوا رئيسا للجمهورية، لقد شاع مع الأسف القول ان رئيس الجمهورية اللبنانية يأتي دوما تعيينه من الخارج. فهذا يعني اننا لا نزال تحت نير العبودية. اما عن العبودية للانانية، فقلنا:ان الحرية تنبع من الداخل، ومن لم يتحرر من داخله لا يستطيع ان يحرر الوطن. لذلك نطلب من المرشحين للرئاسة ان يتخلوا عن أنانيتهم التي هي أصل كل النزاعات، ويتخلقوا بأخلاق المسيح الذي أخلى ذاته آخذا صورة عبد، وراح يغسل أرجل تلاميذه، ثم قال لهم: اذا كنت أنا، الرب المعلم، قد غسلت أقدامكم كان عليكم، انتم ايضا، ان تغسلوا بعضكم أقدام بعض. لقد جعلت لكم من نفسي قدوة لكي تصنعوا كما صنعت لكم".
ورأى ان "لا قيامة لأي انسان من دون الموت عن أنانيته، ولا قيامة للبنان من دون التخلي عن المصلحة الشخصية من اجل مصلحة الوطن".