رأت صحيفة "الوطن" السعودية ان "اللعب على وتر الأقليات المذهبية هو الوحل السياسي الذي تجيد إيران التحرك فيه، لكنها تخسر دائما في الخليج. مشكلة طهران، أنها لا تفرق بين دول الخليج والدول العربية الأخرى كالعراق وسوريا ولبنان"، مضيفةً "استطاعت طهران اختراق بغداد ودمشق وبيروت، بسبب الانقسامات الإثنية الداخلية، وهشاشة الأنظمة السياسية، وتآكل العقد الاجتماعي الوطني في هذه الدول، بسبب سياسات البعث في العراق وسوريا، والتصدع السياسي اللبناني القائم على الإثنية المذهبية والدينية".
ولفتت الى ان "العقد الاجتماعي الذي تقوم عليه الأوطان الخليجية يختلف كليا عنه في العراق وسوريل ولبنان، هناك استقرار سياسي يقوم على الولاء للأنظمة الملكية والأميرية في الخليج، ليست هناك عقد الأحزاب الديمقراطية، وليست هناك أيديولوجيات قومية أو بعثية أو دينية يعتليها العسكر أو الأحزاب من مرتزقة السياسة، هناك توافق ورضا تام وإجماع كامل على الأنظمة الحاكمة، وبعد الاستقرار السياسي فإن مستوى التنمية والرفاه المعيشي في دول الخليج لا يزال في مستوى متقدم، حتى وإن كان هناك بعض القصور، إلا أن كل بلد خليجي يعمل على تطوير اقتصاده، والنهوض بالتنمية في مختلف المجالات".
وأضافت "كما أن الوعي السياسي للأنظمة الخليجية نجح بامتياز في تخطي المرحلة السابقة التي أحدثت الفوضى في الإقليم بسبب الربيع العربي. المواقف السياسية الخليجية تبنى على المصالح الوطنية لا على الشعارات المذهبية أو الممانعة كما في إيران وبعض دول المنطقة"، مشيرةً الى ان "دول الخليج وفي مقدمتها السعودية ضد الإرهاب، وضد من يحاول زعزعة أمنها وكياناتها الوطنية، بغض النظر عن المذهب أو الشعار، هي ضد "القاعدة" و"داعش" و"الإخوان" و"حزب الله" و"الحوثيين"، لم تنجح طهران في استدراج الأنظمة الخليجية إلى المعادلة الطائفية".
وشدد على إن "أي محاولة إيرانية لإحداث أي بلبلة أو فوضى وانقسام في أي دولة خليجية كي تتسلل منها طهران إلى الداخل الخليجي، ستبوء بالفشل"، مشيرةً الى ان "الورقة المذهبية التي تحاول إيران استخدامها في الخليج فاشلة، بل إن طهران الآن تواجهها في الأحواز. وتتصارع من أجل إبقائها في العراق وسوريا ولبنان".