حمّل رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير الحكومة التركية مسؤولية المجازر التي ترتكبها الجماعات المسلحة والارهابية بحق السوريين في المدينة بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص، لافتا أن أوامر وصلت للارهابيين بامطار الأحياء المسيحية بالصواريخ ما أوقع العديد من الضحايا المسيحيين منذ ليل الجمعة الماضي.
واعتبر نصير في حديث لـ"النشرة" أن "ما تقترفه الجماعات المتطرفة اليوم استمرار لمجازر العثمانيين في العام 1915 عندما استهدفوا المسيحيين وقاموا بتهجيرهم وقتلهم". ورأى أنّ "الحكومة التركية وبشكلها الجديد ليست الا حكومة عثمانية تسيّر الارهابيين المحيطين بنا".
واضاف نصير:"اليوم يعلّق مواطنون أبرياء على صليب الغدر والخيانة العثمانية- القطرية- الغربية"، مشيرا الى ان الصواريخ التي تستهدف احياء حلب المسيحية تأتي من مناطق سيطرة المعارضة، متحدثا عن "حملات هستيرية يستهدف من خلالها الارهابيون الكنائس والسكان لترويعهم وحثّهم على المغادرة".
أهالي ادلب ذاقوا المرارة
وتطرق نصير للوضع في مدينة ادلب بعد سيطرة المسلحين عليها، لافتا الى ان المعلومات الواردة من هناك قليلة جدا، لافتا الى ان "الاب ابراهيم فرح لا يزال مختطفا على ايدي الجماعات الارهابية، مشيرا الى ان عائلته ورعاياه لا يعرفون أي معلومة عنه". وقال: "لو لم يكن الاب مختطفا لكان خرج مع أهالي ادلب مسيحيين ومسلمين".
واوضح نصير ان معظم أهالي ادلب تركوها بعد دخول الجموع المسلحة وهي تعلن انّها ستنشىء الدولة الاسلامية، وتساءل: "كيف يبقى الاهالي في منطقتهم وهم عبارة عن شعب متحضّر يرفض التطرف... كيف يعيشون مع ارهابيين لا يميزون بين الاطفال والشبان والنسوة؟"
واشار نصير الى ان الكثير من أهالي ادلب نزحوا الى الاحياء المسيحية في حلب وبالتحديد السليمانية والخالدية وهم يمكثون لدى أقارب لهم. ونقل نصير عن عائلات نزحت من ادلب قولها أنّها ذاقت الويلات قبل المغادرة.
من يقومون بالممارسات الارهابية ليسوا بشرا
ولم يستبعد أن يتكرر سيناريو ادلب في أي مدينة أخرى، باعتبار ان الشيطان سيستمر بالتدمير والقتل، فهو قد يربح معركة لكنّه لن يربح الحرب باعتبار ان ثقتنا بالله وقيامته كبيرة جدا، والكلمة النهائية ستكون للحياة بوجه الموت. وتوجه نصير الى ابناء العالم الذين لم يفقدوا انسانيتهم قائلا: "من يقومون بالممارسات الارهابية التي بتنا نشهدها بأم العين ليسوا بشر وبالتالي المطلوب تضافر الجهود لانقاذ الانسانية والحضارة في سوريا".