ذكرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن "حوادث غرق مئات المهاجرين بحراً إلى أوروبا شكلت مأساة إنسانية من المفترض أن تؤرق ضمير العالم، وخصوصاً الدول الأوروبية التي تشيح بوجهها عن تحمل مسؤولياتها، وتترك الهاربين من دولهم في سوريا والعراق وقطاع غزة وليبيا ودول إفريقية يضربها العنف والإرهاب، لمصيرهم الأسود، ضحايا تبتلعهم مياه البحر المتوسط، اعتقاداً منهم أنهم ينقذون أنفسهم وأطفالهم، فيهربون من الموت إلى الموت بوسائل أخرى".
ولفتت الى إن "غرق 400 مهاجر في البحر خلال الأسبوع المنصرم، وغرق نحو خمسين آخرين قبل أيام، في مسلسل لا ينتهي من كوارث الغرق في البحر المتوسط على مدى السنوات الأخيرة، يجب أن يشكل همّاً يومياً للدول الأوروبية التي عليها تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، تجاه الآلاف من البشر الذين يركبون البحر هرباً من الموت وبحثاً عن النجاة، لا أن تترك هؤلاء تحت رحمة البحر، وعصابات المهربين الذين ينقلونهم بوسائل نقل بدائية، وسفن متهالكة وزوارق تفيض عن قدرتها على الاستيعاب"، مضيفةً: "ايطاليا، ربما هي الدولة الوحيدة بين الدول الأوروبية التي تحاول التخفيف من معاناة المهاجرين الذين يهيمون على وجوههم وسط أمواج البحر المتلاطمة، فتنقذ من تستطيع إنقاذه من خلال دوريات بحرية تجوب مياهها الإقليمية، أما بقية الدول الأوروبية الأخرى فلا ترى ولا تسمع من منطلق أنها ضد الهجرة غير الشرعية، وأن المشاركة في عمليات الانقاذ البحرية يشجع على الهجرة ويزيد عدد المهاجرين غير الشرعيين"، معتبرة أنه "تبرير أوروبي معيب بلا شك، ويقوّض أركان القيم الإنسانية التي تشكل أحد الأساسات التي قام عليها الاتحاد الأوروبي"، مشددة على أن "عدم تحمل مسؤولية المشاركة في انقاذ مئات الأبرياء في البحر المتوسط هو تهرّب من واجب يجب أن يتحمله العالم أجمع، لأن ضحايا الحروب في بلدانهم، أو لدى محاولتهم الهرب منه، هم ضحايا سياسات دولية تقوم على الحروب بالواسطة وإثارة الفتن والفوضى في إطار صراع على النفوذ والهيمنة"، مضيفة: "كم من الغرقى يجب أن يبتلعهم البحر المتوسط حتى تدرك الدول الأوروبية أنها تتحمل مسؤولية إنسانية وأخلاقية تجاه هؤلاء اللاجئين؟ أم أن السياسة الأوروبية غير المعلنة تقوم على قاعدة "دعهم يغرقون قبل أن يصلوا".