وصف نقيب الأطباء أنطوان البستاني المجاعة الكبرى التي حصلت في جبل لبنان بين الاعوام 1915 – 1918 بأنها إبادة مرّت بصمت"، مضيفا أنها "إبادة من الدرجة الأولى حصلت نتيجة إرادة مسبقة وتمت ترجمتها بحصار برّي فرضه العثمانيون على كامل جبل لبنان لمنع إدخال القمح من البقاع وسوريا، وفي المقابل قاموا بمصادرة القمح من البيوت لإطعام جيوشهم".
في حديث لصحيفة "النهار" اشار البستاني الى ان "الاهالي باعوا بيوتهم ورهنوها مقابل كيس من القمح وباعت النساء أجسادهن، ما حصل كان رهيباً حرّك اللبنانيين في مصر وبلدان الإنتشار، ما جعل الملك الإسباني آنذاك والولايات المتحدة يتحرّكان للضغط على السلطنة من دون جدوى"، منتقدا من يقول أن الحصار البحري الذي فرضه الحلفاء هو السبب، مشيراً إلى أن "القمح يصل إلى الجبل عن طريق البر من البقاع وسوريا وليس من طريق البحر، وإذا كان الحصار البحري هو السبب فلماذا صادروا القمح من البيوت ومنعوا إدخاله إلى الجبل؟".
واعتبر البستاني ان "ما قام به العثمانيون كان هدفه إبادة المسيحيين في الجبل، تماماً كالإبادات التي ارتكبوها بحق السريان والآشوريين والأرمن ويستحق هؤلاء منا تكريم ذكراهم".