رأت صحيفة "الراية" القطرية ان "تأكيد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن السعودية تفكر في إعلان وقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام في اليمن للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية شرط التزام المتمردين ومن يحالفهم وقف الأعمال الحربية، يمثل رسالة واضحة وشاملة بأن هدف دول التحالف العربي ليس الحرب التي فرضها الحوثيون على الجميع وإنما إنقاذ الشعب اليمني وحمايته وإغاثته، ولذلك فإن الكرة الآن في ملعب الحوثيين والداعمين لهم وأن دول التحالف مثلما قادت الحرب من أجل إعادة الشرعية باليمن وحماية الشعب اليمني، فهي أيضا ستعمل بكل الوسائل لإغاثة الشعب اليمني، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق الهدنة الإنسانية، التي يجب أن يلتزم بها الحوثيون، من أجل تمكين المنظمات الدولية لإيصال المساعدات الإغاثية لجميع المتضررين داخل اليمن".
واعتبرت الصحيفة ان "رسالة دول التحالف العربي بخصوص هذه الهدنة جاءت واضحة ولا تحتاج إلى تفسير أو تأويل، وأن هدفها إنساني في المقام الأول، ولذلك فليس أمام الحوثيين وحلفائهم بالداخل والخارج إلا الالتزام بها، والالتزام أيضا بعدم التعرض لجهود الإغاثة والعاملين فيها، وأن ليس للتحالف شرط آخر سوى التزام الحوثيين بالهدنة، التي ستعلن قريبا، وعلى الحوثيين أن يدركوا أن إنجاح هذه الهدنة الإنسانية مقرون بالتزامهم بها، وأن عليهم أيضا أن يدركوا أن الوضع الإنساني باليمن يحتاج إلى تضافر جهود الجميع، من أجل إيصال الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب لضحايا تداعيات انقلابهم، ولذلك فإن أي تأخير أو مماطلة أو تسويف ورفض من جانبهم غير مقبول، ويعد جريمة حرب، وعليهم تحمل عواقبها".
ولفتتت الصحيفة الى إن "المجتمع الدولي الذي دعم من قبل عمليات "عاصفة الحزم"، ويدعم حاليا عمليات "إعادة الأمل" لن يسمح للحوثيين بالتلاعب بأرواح الشعب اليمني ورَهْن إرادة هذا الشعب، وأن دول التحالف بقيادة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي قد التزمت بتوفير الإغاثة اللازمة للشعب اليمني، وإن القمة الخليجية التشاورية التي عقدت قبل أيام بالرياض قد أكدت ذلك ومن هنا فإن الدعوة لهدنة مشروطة باليمن هي رسالة أخيرة للحوثيين أن يعوا أن التحالف قادر على فرض خيارات أخرى، وأن دعوة التحالف للهدنة بادرة حسن نية لإغاثة الشعب اليمني، وأن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي قد دعت لحوار وطني شامل، يجمع كافة القوى، وأن المجتمع الدولي قد أيد هذا الحوار، وبالتالي فإن جميع القوى مطالبة بالانخراط في عملية الحوار الوطني الشامل، ونبذ العنف، واحترام الشرعية، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، وعلى الحوثيين أن يدركوا أنه لا خيار أمامهم للخروج من نفق هذه الأزمة إلا الحوار الوطني وأن دول الخليج لن تسمح بعرقلة الحل السلمي، وإدخال اليمن في نفق عدم الاستقرار السياسي والأمني، باعتبار أن ذلك يشكل تهديدا للمنطقة بأجمعها".