أشار إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود إلى أن "الوضع في لبنان يوشك أن يكون كمثل السفينة التي اقتسمها ركابها أو مالكوها، فكان بعضهم على سطحها وكان الآخرون في باطنها (كما ورد في الحديث النبوي الشريف)، فكان الذين في باطنها كلما أرادوا أن يحصلوا على الماء صعدوا من داخلها إلى السطح والقوا الدلاء في الماء ليعودوا بعد ذلك إلى باطن السفينة فوجدوا الأمر صعبا، فقالوا لو نخرق في مكاننا خرقا نصل به مباشرة إلى الماء دون الصعود إلى ظاهر السفينة".
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد القدس، قال: "لو تركوهم غرقت السفينة وهلك الجميع"، لافتاً إلى أن "الأمر في مخيم عين الحلوة كما في لبنان يكاد ان يكون كذلك، إذا ترك المجرمون الصغار يلعبون بالمكان الذي يعتبرونه مربعهم أو مكانهم، يقتلون فيه من يشاؤون ويفعلون ما يشاؤون، فان عقاب الله سينزل على الجميع وليس فقط على المربع الذي يعتبرونه ملكهم أو لهم".
وأكد أنه "يجب أن يؤخذ على أيدي المجرمين خاصة عندما يستهدفون أبطال المقاومة بحجج واهية، ويزداد جرمهم عندما نرى بشكل واضح أن سلوكهم لا يمت إلى الإسلام بصلة وان كل ما يقولونه إنما هو كذب ودجل وتجارة بالدماء".
وشدد على أن "كل لبنان بكل فئاته يجب أن يكون مع حزب الله في مواجهته للتكفيريين في جرود عرسال وفي القلمون، ويجب أن تصمت أصوات النشاز التي تحذر من مخاطر موقف حزب الله في هذا الأمر وخاصة أولئك يتجاوزون كل معقول وكل منطق وكل مبادئ الأخلاق، فيصل دجلهم إلى أن يقولوا أن حزب الله كما داعش والنصرة، كلهم إرهابيون، ليبرروا مواقفهم المتخاذلة في حق لبنان".
وأوضح أننا "قد نفهم أن يختلف الناس مع النظام في سوريا وان يوجهوا إليه كل اتهام، ونفهم أيضا أن يكون هنالك من يخالف حزب الله والمقاومة ويتهمها ببعض التهم، أما أن يصبح إسقاط النظام في سوريا اوجب الواجبات الدينية والوطنية يساوي مثلا (لا اله إلا الله محمد رسول الله) وكأنه العقيدة التي لا تنازل عنها، أو أن يصبح حزب الله أو المقاومة العدو الأول للأمة، فهذا لا يمكن أن نفهمه على الإطلاق، خاصة بعد السنوات الأربعة الأخيرة التي وضح فيها للقاصي والداني حجم الخطر التكفيري الذي لا يرعوي عن ارتكاب كل الموبقات واختلاق كل الأكاذيب لتبرير أفعاله".
كما أشار إلى أننا "نفهم أن يوجه النقد أو النقد اللاذع للحوثيين أو لأنصار الله في اليمن فيتهمون مثلا بالاستعجال أو بعدم الانتباه إلى مخاطر بعض الشعارات، لكننا لا يمكن أن نفهم أن يتم الدفاع عن العدوان السعودي وقد وضح انه يصيب المدنيين ويدمر البنى التحتية ويزيد تخلف اليمن تخلفا، هكذا يكون الإصلاح، والمؤسف أننا نرى بأم العين كيف تشترى الضمائر والذمم بالمال السعودي فيصمت علماء (ويا ليتهم صمتوا) بل حولوا الباطل حقا والحق باطلا، وتسخر وسائل إعلامية لتنشر الأكاذيب والدجل ولتنصر الباطل على الحق".
واعتبر أنه "على هذا الأساس سفينة الأمة كلها معرضة للغرق، لان كثيرين من المعنيين يصمتون عن الباطل ويخرقون في جدار الأمة خرقا يعتبرونه حقهم، فهلموا إلى إنقاذ سفيتنا وسفننا".