اعتبر عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن معركة القلمون لا تنفصل عمّا يجري في سوريا منذ 4 سنوات ولا عن التطورات الميدانية في الشمال والجنوب السوري حيث يُسجّل تقدم واضح ولافت لقوات المعارضة، وهو ما اعترف به النظام في ظل التوجه الجاد لتوحيد القوى الميدانية لمواجهته.
وأشار سيدا في حديث لـ"النشرة" الى أن ما حصل في اليمن أدّى لارتقاء العامل الاقليمي لمستوى ما تتطلبه المرحلة، متحدثا عن "تفاهم سعودي – تركي من شأنه أن ينعكس ايجابا على وضع المعارضة السورية يكمن في تحييد سلاح الطيران عن المعركة".
"حزب الله" يهرب الى الامام
وتطرق سيدا لمعركة القلمون ومشاركة "حزب الله" فيها، معتبرا أنّه يتبع سياسة الهروب الى الأمام من خلال سعيه لخلط الأوراق هناك. وقال: "لا شكّ ان مشاركة حزب الله بمعركة القلمون ستؤثر سلبا على الوضعية اللبنانية"، ودعا "ممسكي القرار بالحزب الى التعقل وادراك أبعاد ما يحصل وما سيترتب عليه باعتبار أن المنطقة بأسرها غير متوازنة والأوضاع فيها تُنذر بكوارث وخيمة".
واعتبر سيدا أن الحكومة اللبنانية الحالية "مغلوب على أمرها ولا تملك القرار، والكل يُدرك ذلك، فحزب الله يتحكم بمفاصل الدولة والمجتمع تماما كما كان النظام السوري يفعل قبل اندلاع الثورة"، منبها الى أن "سيطرة الأفيون المذهبي على المنطقة، كما تخطط له ايران ستضر الجميع دون استثناء".
تنسيق خطوات سعودي – تركي يعيد التوازن للاقليم
وأشار سيدا الى أن 3 عوامل تؤثر على الوضع السوري، العامل الداخلي والعاملين الاقليمي والدولي، لافتا الى أنّه وبما يتعلق بالعامل الاول، فالمعارضة كانت ضعيفة طوال الفترة الماضية بسبب عدم تقديم الدعم اللازم لها واستفادة النظام من بروز "داعش"، أما العامل الدولي فبقي أيضا غير فاعل، يؤثر من بعيد ويكتفي بادارة الأزمة وهو يعكسه موقف واشنطن، وبما يتعلق بالعامل الاقليمي فقد تحرك اخيرا في أزمة اليمن برضا أميركي. وقال: "نحن لا ننتظر أن يكون التحرك الاقليمي بالأزمة السورية نسخة طبق الأصل لما جرى في اليمن، لأنّ المعارضة السورية أصلا ليست بحاجة لتدخل خارجي أو لقوات برية بل للعدة اللازمة التي تمكنها من اسقاط النظام"، متوقعا أن يكون في الايام المقبلة "تنسيق خطوات سعودي – تركي بدأ أصلا بما يعيد التوازن للاقليم".
النظام سيضطر لمواجهة وضعية جديدة
وشدّد سيدا على أنّ لا مفر في نهاية المطاف من حل سياسي للأزمة السورية، واضعا العمليات العسكرية الحالية في اطار المرحلة التي تسبق مرحلة الحل السياسي. وقال: "الكل يعلم ان النظام السوري لم يكن مستعدا في جنيف لتقديم أي تنازلات وبقي الرئيس بشار الأسد يتحدث عن مؤامرة يواجهها رافضا الاقرار بأنّها ثورة يتوجب التعامل معها".
وأوضح سيدا أن النظام لن يستطيع بعد اليوم أن يعتمد فقط على مخططاته وحليفه الايراني ويتصرف على أساسها لأنّه سيكون مضطرا قريبا لمواجهة وضعية جديدة، لافتا الى وجود مؤشرات بأن الادارة الأميركية تتفهم هذا الوضع وخاصة مبدأ تحييد سلاح الطيران السوري عن المعركة بأي وسيلة من الوسائل.