لفت رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية، الأباتي طنوس نعمة خلال المؤتمر الدولي الذي نظمه قسم علوم التربية، بالتعاون مع مختبر REFA، في كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية في جامعة الروح القدس- الكسليك الى انه "في وضع مجتمعنا الحالي، تتضاعف التحديات، وتتكاثر المتطلبات نظراً إلى تعقيد الموضوع المطروح، والأسئلة التي ينبغي أن نجيب عليها، خصوصاً عندما يتعلّق الموضوع بمجال التربية في إطارها المدرسي. فالحديث عن "تحديات المدرسة اليوم"، هو اعترافٌ بصعوبة المشكلة الناتجة عن تعدّد الأوجه التي ستساعدنا على معالجة هذه القضية".
وأشار الى انه "لا بدّ من إحداث إنتقال ٍمن أجل الخروج من مفهوم مدرسة بناء إلى مدرسة رسالة ومع أن هذا المفهوم تؤكّده القناعات الخاصة بالإيمان بيسوع المسيح، ويروّجه تعليم الكنيسة، فهو لا ينفكّ عن الدفاع عن الحق في التعلّم"، موضحاً أنّ "كرامة الإنسان تقتضي أن يكون لكلّ إنسان الحق في التعلّم. ويتفّق هذا التعلّم مع القدرات الشخصية، والإجتماعية للبنين والبنات، بحيث يسمح لهم أن يكبروا بالحب والحقيقة، وبالتالي، أن ينخرطوا "في حياة كاملة وحرّة، حياة إنسانية كريمة". فالتعليم ينادي بخدمة نمو الإنسان وبناء المجتمع".
كما اعتبر أنّ "التعليم يواجه تحدياً آخر ألا وهو الانتقال من مدرسة تنقل المعرفة إلى مدرسة تضمن معرفة تتأقلم وحاجات شباب اليوم، معرفة توفّر لهم الوسائل كي يتمكّنوا من مواجهة تحديّات عصرنا. ويقع على عاتق المدرسة لا أن توفّر لهم مفاتيح الحياة الاجتماعية المزهرة فحسب بل أن تقودهم إلى تحمّل المسؤولية التي ستصبح مسؤوليتهم في عالم الغد".