أكدت أوساط رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لـ"الأخبار" أن المعركة انتخابات في المجلس الإسلامي الشّرعي الأعلى في طرابلس كانت بالنسبة إلى فريقه "إسقاط منسق تيار المستقبل في المنية ومرشح لانتخابات المجلس بسام الرملاوي، ما جعل المستقبل يستنفر قدراته لمواجهتنا". في هذا الإطار، تحدثت كوادر في التيار عن اتصالات مكثفة أجراها رئيس تيار المستقبل فؤاد السنيورة وأمينه العام أحمد الحريري مع الناخبين المقربين منهما وحثهم على التصويت للرملاوي وحده.
بدوره، خاض الوزير السابق فيصل كرامي معركة إثبات وجوده ومنع مصادرة قراره. نجحت مساعيه بنجاح مرشحه همّام زيادة الذي لم يكن فوزه فوزاً لكرامي فحسب، بل نكسة لمفتي الشمال مالك الشعار الذي اتهمه "الأفندي" بأنه وقف وراء استبعاده وإسقاطه من الحسابات.
مصادر مطلعة أوضحت لـ"الأخبار" أن الحملة على الشّعار لم تقتصر على كرامي فقط. "السّنيورة وميقاتي والحريري ودريان أرادوا التخلص من عبء الشعار عليهم". دريان على وجه الخصوص توجس من رغبة الشعار في أن يكون نائب رئيس المجلس الشرعي الجديد. لكن طموحه تبخّر بعد خسارة مرشحه منذر ضناوي وفشله في تركيب لائحة توافقية وفوز المرشح الشيخ مظهر الحموي الذي قوبل بحملة شرسة من الشعار.
وجاء نجاح المرشح الشيخ أمير رعد ليشكل عنواناً بارزاً آخر في النتائج. حظي مسبقاً بدعم كبير من النائب السابق جهاد الصمد، حتى جاء خرقه للائحة التي أعلنها تيار المستقبل منفرداً، ليؤكد حضور الصمد القوي في الضنية. نجاحه شكل صفعة للتيار الذي بذل جهده لإسقاطه برغم الدعم الذي لاقاه من مشايخ وعلماء اعترضوا بشدّة على خلو لائحة المستقبل من أي مرشّح معمم.