مريم البواردي او الطوباوية مريم ليسوع المصلوب، أو "العربية الصغيرة" -على حد ما دعَوها في الغرب- والتي أعلنها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية في 13 تشرين الثاني 1983، سترفعها الكنيسة قدّيسة على مذابحها يوم 17 ايار 2015.
من هي هذه الراهبة الكرملية التي أدهشت كل من عايشها التي إنتزعت إعجاب عدد كبير من الكتّاب والمفكرين في نهاية القرن الماضي؟ كيف خصّها الله بآيات وخوارق ما لم يُعطَ لأحدٍ من القديسين في تنوّعها ومدى خرقها للمألوف؟
ولدت مريم البواردي في 5 كانون الثاني 1846 في قرية عبلين في منطقة الجليل–فلسطين، توفي والداها وهي في الثانية من عمرها فانتقلت للعيش مع عمّها في الاسكندرية في مصر، والّذي حاول تزويجها وهي في الثالثة عشر من عمرها، لكنها رفضت لكونها كرّست بتوليتها للعذراء. فقررت الهرب والعودة الى بلدتها في فلسطين لكن السائق المسلم الذي لجأت اليه ليأخذها الى فلسطين حاول إقناعها بالتخلي عن مسيحيتها، فرفضت رفضًا قاطعًا، عندها إستشاط غضبًا واستلّ خنجره وانهال على عنقها فذبحها كالشاة. ولهول الجريمة لفّ جثمانها بغطاء سميك والقاها في زقاق مهجور، في السابع من ايلول 1858. وتخبر مريم فيما بعد ما جرى لها: "لقد بدا لي أنني صرت الى السماء، وشاهدت العذراء القدّيسة والملائكة والقديسين، وتأملت عرش الثالوث الأقدس المتألق... ثم سمعت صوتًا يقول: "صحيح أنك عذراء، غير أن كتابك لم يكتمل بعد". وبعد تبدد الرؤيا، وجدت نفسها في مغارة صغيرة منعزلة مستلقية على فراش وضيع وبجوارها راهبة ترتدي ثوبا جميلا أزرق بلون السماء، تكرّمت وخاطت عنقي وراحت تُعنى بي في كثير من الحب والصمت. كم من الوقت قضيت في ذاك المكان؟ لا أدري، إنما بقيت فيه نحو شهر لم اتناول أثناء ذلك طعامًا بل كانت الراهبة تعمل على ترطيب شفتيّ بواسطة إسفنجة. وفي اليوم الأخير أطعمتني تلك الراهبة حساءً لم أذق قط ما يدانيه طعمًا، ثم رسمت لي مشوار حياتي: ستذهبين الى فلسطين ولن تري بعدُ أسرتك أبدًا، ستنتقلين الى بيروت ثم تسافرين الى فرنسا حيث ستصبحين راهبة. ستدخلين الى دير القديس يوسف، قبل أن تصبحي ابنة للقديسة تيريزا. سترتدين ثوب الكرمل في دير، وتنذرين في دير آخر، وستموتين في دير ثالث في بيت لحم بعمر 32 سنة... ستتألمين كثيرًا أثناء حياتك وستكونين سبباً للمعارضة".
من تلك المرحلة الحاسمة في حياتها احتفظت مريم بأثر دائم، وهو ندبة طولها عشرة سنتمترات على عرض العنق، وقد عاينها عدة أطباء، فيما بعد فأجمعوا على وجود نقص عدد من العظام الرغامية في حنجرتها، وقد أكد أحدهم وهو ملحد، أن مجرد بقائها على قيد الحياة يعتبر معجزة في ذاته. وسارت مريم على حسب مخطط الله تنتقل من مرحلة الى أخرى ونبوءات العذراء تتحقق تباعًا في مشوار حياتها. في الفترة الأولى دخلت دير القديس يوسف في مرسيليا حيث تميّزت بفضائل نادرة من طاعة وتواضع ومحبة وتقوى فاقت بهم أكثر الراهبات تمرسًا بالحياة الروحية.كما بدأت تظهر عليها مواهب الله الخارقة من انخطافات وتنبوء وقراءة الغيب وسمات جراح المصلوب على يديها وجنبِها. كل تلك الخوارق السماوية النادرة دفعت المسؤولين الى الاقتراع على رفض قبول مريم البواردي او "العربية الصغيرة" (كما كانوا ينادونها) في صفوفهم لأن لا مكان للحالات الخارقة في دير مهمته الخدمة العامة، فارتأى الجميع أن تنقل الى دير نسكيّ مغلق مثل اديار الكرمل، وهكذا تم.
في الخامس عشر من حزيران دخلت مريم كرمل "بو" وقد شعرت في داخلها أنها رست على شاطئ آمن، أمّا الراهبات فكن يتنسّمن فيها عبقًا من أرض الجليل، من موطن يسوع وهدية من السماء، براءتها، بساطتها، عفويتها، تعبيرها الفرنسي المهشّم،كل ذلك كان يشدهّن الى القادمة الجديدة رغم جهلهنّ لما خصّها الله من امتيازات خارقة.
قُبِلت مريم بصفة راهبة عاملة، وأُوكِلت اليها شؤون المطبخ، فرحّبت بتلك المهمة التي تلّبي تطلعاتها الى الإمّحاء والخدمة والبذل. وكم سَعِدت بالإسم الجديد الذي أُطلِق عليها،"مريم ليسوع المصلوب"، إسم يعكس ماضيها، ويُصوّر حاضرها، ويُنبئ بمستقبلها. لقد وفّر الكرمل لمريم المناخ المؤاتي لتوطيد قداستها، وكانت تلك الحقبة من حياتها حافلة خصبة، تجلّى الله من خلالها بخوارق لم يُؤتَ لأحدٍ من القديسين مثلها في تنوّعها وغير المألوف. غالباً ما كانت تزورها العذراء وتحُثّها على تقبل الألم، وقد قالت لها ذات يوم: "سعيدة النفس التي تتألم، إن الوقت قصير، شديد القصر، وبعد لحظة عذاب على هذه الأرض ستنعم هذه النفس ابديًا مع ابني الإلهي".
ربما كانت مريم تجهل معنى لفظة "التواضع"، ولكنها كانت تمارسه على نحوٍ قلّما مارسه أحد مثلها. كانت تسمّي نفسها "اللاشيء الصغير" أو "العدم الصغير". لقد تخلّت عن ذاتها وأفرغتها من كل أثر للأنانية والغرور وحب الذات وتخلّت عن إرادتها الخاصة وكل رغباتها من أجل الله. كما حاربها الشرير بهجماته فترة طويلة محاولاً ثنيها عن البقاء في الدير وأذاقها مُرّ الإضطهادات، ففي احد الإيام قذف بها من أعلى سلّم ولم يرَ أحد سقوطها، ولكن لوحظ أنها تسير بمشقّة. وفي الغد اكتشف الطبيب أن ساقها مكسورة فألزمها الراحة طيلة عشرين يومًا، إلا أنها شُفيت على نحو عجيب في غضون يومين.
مرحلة بنغالور
في آب من عام 1870 أبحرت من مرسيليا قافلة تضمّ خمس راهبات كرمليات بينهنّ الأخت مريم ليسوع المصلوب متجهات الى الهند حيث شاءت العناية الإلهية تأسيس دير كرمل جديد في مقاطعة بنغالور الهندية. في تلك الفترة أغدق الربّ عليها من الخوارق والكرامات ما لم يفعل قطّ من قبل، فكانت تُختطف الى العالم العُلويّ يوميًا وقد كتب الأب لازار وهو مرشد الراهبات: "سيكون لنا في الأخت مريم قديسة كبيرة، إن هي ظلّت أبدًا وفيّة، وستكون سيرتها إحدى أعجب السير في تاريخ الكنيسة، فهي تتخطّى خيال البشر، إنها ملاك مصلوب، تائهة في الله، وقلبها يضطرم حبًا له ولن أُدهش إن هي ماتت من الحب يومًا".
ولأن الشرير لا يتوانى ولا يتراجع عن محاربة القديسين، عاد يشّن حربًا ضروس على الأخت مريم وهذه المرة كانت من أقرب المقربين، فقد عمِل ابليس على تأليب المسؤولين من الراهبات والاسقف عليها، فراحت الأم الرئيسة تعلن للجميع أن "ملاك" العربية الصغيرة ليس سوى روح من ارواح الظلام. وإن انخطافاتها لم تكن تأتيها من الرب، وأنّ سِماتها جروح افتعلتها بالسكين وأن لا مكان لها في دير زرعت فيه الوهم والضلال. وفي شهر شباط من عام 1872 أعلن الأسقف ماري أفرام أن الأخت مريم مضّللة، وأن على جميع الكرمليات اعتبارها كذلك. فألفت المسكينة نفسها وحيدة، بيد أن الرب كان قد أعدها لهذه المحنة إذ كلّمها بضعة ايام قبل ذلك: "إن كنتُ أنا من يهمك، دعي الخلائق تفعل ما تشاء، انا سأكون معك لا تخافي"، وفي رؤيا أخرى قال لها: "أتظنين أنك وحدك تتألمين؟ أنا أتألم أكثر منك، فأنا أحمل عبء خطاياكم، وأريد الا تعيشي لحظة واحدة خالية من الألم".
في الثالث والعشرين من ايلول 1872 وبإيعاز من الرب طلبت الاخت مريم العودة الى كرمل "بو" في فرنسا، ورغم الكمّ الهائل من رسائل التشهير التي سبقتها الى المسؤولين في كرمل "بو" من كرمل "بنغالور" في الهند، فقد قابل الراهبات في فرنسا تلك التقارير بكثير من الإرتياب لاسيما وقد لمسن بما لا يتيح الشك يد الله في النعم الفريدة التي كان يسبغها على الأخت مريم وشاهدن بأمّ عينهن موقفها المفعم ايمانًا وتواضعًا إزاء ما تواجهه من إضطهادات.
صورة تستعيد نقاءها
بعد رحيل الاخت مريم عن كرمل "بنغالور" بدأت الشكوك تضرب في نفس المطران ماري أفرام وبات يتساءل في حيرة وجزع إن لم يكن قد وقع ضحية خداع وتسرّع في الحكم على بريئة مختارة من الله. وقد روت راهبة كانت شاهدة على تطور الأحداث: "إنني عاجزة عن وصف ما قاساه ذلك الأسقف من معاناة في أعقاب القرار الذي اتخذه. لقد كان قراره بإدانة الأخت مريم من شدة الوطء على نفسه بحيث سحقه فقضى نحبه"، وكانت الأخت مريم التي رغم كل شيء تكنّ له أعمق الإحترام قد تنبأت بأنه لن يرى نهاية السنة. وبعد ايام معدودات من وفاته تراءى للأخت مريم وهو يتألم في المطهر، وأعرب لها عن عميق أسفه، وأُوحيَ للأخت مريم بأن نفسه لن تنتقل الى الديار الإلهية إلاّ يوم يُقام القداس الأول في كرمل بيت لحم التي ستعمل الاخت مريم على تأسيسه.
تأسيس كرمل بيت لحم والمحطة الأخيرة
في السادس والعشرين من آب من سنة 1875 ابحرت قافلة تضمّ سبع راهبات ومبتدئة وراهبتين مساعدتين الى بيت لحم وكانت الاخت مريم هي قلب القافلة وروحها.
وفور الوصول وشراء الأرض، شرعت الأخت مريم في العمل على المساعدة بكل ما أُوتيت من قوة رغم صحتها العليلة، فكانت تحرث الأرض، تنقل المياه من البئر، تشجع العمّال على العمل. وفي أحد الأيام وهي تنقل المياه للعمّال تعثرت فوقعت وتحطّمت ذراعها، كما داست بالخطأ على مسمار مُثبت في خشبة مرميّة فما لبثت رجلها أن تورّمت حتى باتت عاجزة عن السير، ورغم ذلك تحاملت على اوجاعها بهدف الإسراع في بناء الدير، حتى جاء يوم 21 تشرين الثاني موعد الإنتقال الى الدير الجديد "كرمل بيت لحم"، وفي تطواف مهيب شارك فيه العديد من الناس مضى موكب الراهبات الى دخول الدير والاخت مريم تنعم بفرح خاص وُعدت به منذ سنوات، ألا وهو رؤيتها للعديد من الخطأة يهتدون، ومن النفوس القابعة في المطهر تنتقل الى السماء وفي طليعتها نفس المطران ماري أفرام.
العودة الى الديار
بعد الإستقرار في كرمل بيت لحم، بدأت المرحلة الأخيرة للأخت مريم على الأرض، وكانت تُكثّفُ من اعمال التقشف والإماتة ولوم الذات على عدم إستحقاقها حُب يسوع المصلوب. ورغم ذلك طفقت في إحدى إنخطافاتها تقول: "كل شيء فيّ يذوب في الله، إنني مثل ولد يخرج من مزبلة تغشاه الأقذار والقروح، في عُري تام، يرتمي عند أقدام يسوع، عند أقدام رحمته، سأقول له: في ملكوتك منازل كثيرة، أقمني في أيّ منزل تشاء، عليّ أن أحبّك الى الأبد". كان من الواضح أنها قد شرعت تعيش في الآخرة، أكثر من عيشها على الأرض، كانت تؤنس أن انعتاقها بات قريبًا وتصبو بكل طاقاتها الى السماء.
عند الساعة الخامسة وعشر دقائق من صباح 26 آب، وبعد صراع مرير مع الأوجاع والتجارب أسلمت الأخت مريم نفسها في يدَيَّ خالقها. طوال نهار اليوم الثاني للوفاة ظلّت ذراعاها طريتين تمتدّان تلقائيًا على شكل صليب، وبعد أن أُودعت النعش شوهدت ذراعاها تخرجان منه، تلقائيًا ثلاث مرات متتاليات رغم أن الرئيسة كانت تطويهما الى الداخل، الى أن قالت لها: "يا ابنتي، باسم الطاعة، أبقي ذراعيكِ مخفضتين لكي نستطيع إغلاق النعش". وتلك الابنة التي مضت في طاعتها حتى الأعجوبة طيلة حياتها، أطاعت ايضًا بعد وفاتها، فتجمدت ذراعاها. كان الحشد كثيفًا في مأتمها، وصرخة واحدة كانت تُسمَع من الجميع "لقد ماتت القديسة". وكان الجميع يحملون شموعًا في أيديهم، وكان ذلك الاحتفال أشبه بانتصار منه بمأتم. وقد دُوِّن في سجلات الكرمل يوم وفاتها: "لقد كانت دائمًا تجد في الألم حبورها، تلك النفس التي جمعت النار والوداعة، قد صدّت جميع صولات الجحيم، لقد نسيت ذاتها لتُعنى بالآخرين. لا يساورنا شك أن تلك الزهرة التي طالما عاشت بالخفية ستتوهج عما قريب في انظار العالم".
إيقونة مريم ليسوع المصلوب
إيقونة مريم ليسوع المصلوب جديدة وفريدة من ناحية التأليف والشكل. وقد رسمها الأب نداء ابراهيم الراهب المخلّصي وقدّمها لكنيسة القديس نيقولاوس في مرسيليا حيث مكثت قديستنا فترة من الزمن، كما ستزور الأيقونة كل ابناء رعية القديس المذكور حيث ستستضيفها كل عائلة على حدى مدة اسبوع للبركة والصلاة.
يشرح الاب نداء ابراهيم مراحل كتابة الإيقونة: "يوم طُلِب مني كتابة أيقونة للطوباوية مريم ليسوع المصلوب او «مريم البواردي» الراهبة الكرملية، والتي سترفعها الكنيسة قديسة على مذابحها في 17 ايار 2015، بدأتُ العمل على تأليف خاص وجديد لهذه القديسة المميّزة التي أدهشت كل من عايشها، وأضحت سيرتها مدعاة تعظيم وتمجيد لعمل النعمة في البشر.
في المرحلة الأولى، جرى إستعراض لبعض الصور والأيقونات الخاصة بالطوباوية مريم ليسوع المصلوب، والعمل على تأليف جديد يندرج في نمط المدرسة البيزنطية لكتابة الأيقونة.
المرحلة الثانية، كانت الإطّلاع على حياة «مريم ليسوع المصلوب» واستلهام الروح القدس في هذا العمل. وبعد عدة تجارب جاءت النتيجة هذه الأيقونة، الكلاسيكيّة التأليف والمليئة بالرموز والمعاني الروحية.
شرح الإيقونة
ترتدي مريم ليسوع المصلوب ثوب الكرمل، لقد إنتهجت درب الحياة الرهبانية الخفيّة، فالنظام الكرملي الذي اختارته، يفرض العزلة التامة عن العالم والتحجّب والصمت والجهد والزهد. العزلة التامة لا تعني الهروب، فهي تحمل هموم العالم ومصائره وتلقيها عند اقدام الصليب من أجل تنقيتها.
لقد كان الصليب خيارها الأسمى والجوهري فجعلت منه رمزًا وشعارًا لحياتها. تضّمُه الى قلبها وتتمسك به، لقد وجدت اللؤلؤة الثمينة، فباعت كل ما تملك من أجل الإحتفاظ بها. على عنقها تحمل علامات إستشهادها الأول، هي شهيدة الإيمان المسيحي، يوم صرخت في وجه من حاول جعلها ترتد عن دينها المسيحي: «أنا ابنة الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة، وأرجو أن أظل وفية لها، بفضل نعمة الله، حتى مماتي».
في إنحناءة رأسها تعيد مريم ليسوع المصلوب فعل الطاعة للربّ الذي كرّست نفسها له، هي تذوب حبًّا بيسوع المصلوب، في عينيها تتأمل سر الأبدية، جمال الله الذي تاقت اليه. العيون مرآة النفس، ونفسها متحررة، لا تتقاذفها إضطرابات زائفة، بل تقف في البلاط الأبدي، ظافرة بالنور والهداية والخلاص.
على يديها علامات الصلب لقد اختارها الله وميّزها، وقد دفعت لقاء ذلك الإمتياز ألوانًا من الآم الجسد والفكر والروح. تفتح يديها برمزية مضاعفة، هي صورة لانفتاح القلب على عمل الروح القدس، ودعوة ونداء لنا لتقودنا الى حبيبها المصلوب.
إن القديسين لا يخلدون الى التواني في السماء، بل إن أغلى أمانيهم أن يعّم نار حب يسوع الأرض كلها ويُلهب قلب كل كائن. هم يشهدون ما يعاني إخوة لهم على الأرض من جوع وعطش الى الخبز والعدل، من اضطهاد ونبذ واستعباد وخطيئة. فمن أحقّ منا بشفاعة القديسة «العربية»، تلك التي كانت لبلادنا سفيرة فريدة في بلاد الغرب وفي اقاصي الشرق، وهي الآن وسيطة لا تردّ لها شفاعة لدى الكلّي القدرة، فيا وردة فواحة تضرعي لأجلنا.