اعتبر أمين الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين – المرابطون" العميد مصطفى حمدان أن معركة القلمون "تأتي في سياق الصراع ضد الإرهاب على المستوى الإستراتيجي العام لما يجري على أرض سوريا العربية"، لافتا الى ان "الإعلان عن انتهاء المعركة أو حسمها سيكون عند الانتهاء من تحقيق الأهداف المرجوّة من قبل الجيش العربي السوري والمقاومة في بقعة جغرافية محدّدة هي القلمون، دون الالتزام بزمان محدّد، لأن طبيعة المعركة الميدانية ومتطلباتها هي التي تفرض نمط الإسراع في استثمار الإنجازات او التروي من أجل تحقيق المزيد منها على أرض المعركة".
ورأى حمدان، في حديث لـ"النشرة"، أنّه "لعل أهم ما أنجز على الصعيد الميداني (غير فرض سيطرة الجيش العربي السوري والمقاومة على جبال استراتيجية تمنع حرية الحركة والحشد للإرهابيين المخربين من أجل إحداث تغيير استراتيجي في الميدان)، هو القضاء على الامكانيات اللوجستية والإدارية للعمليات الأمنية في الداخل اللبناني والسوري، عبر التفجيرات والإغتيالات، وذلك بالقضاء على أعداد لا بأس بها من القيادات الإرهابية الأمنية، التي كانت تدير الخلايا النائمة في لبنان وسوريا"، مشيرًا الى أنّه "بعد القضاء على هؤلاء أصبحت هذه الخلايا الإرهابية المخرّبة جسداً بلا رأس، مرتبكة وفريسة سهلة للأجهزة الأمنية كي تحدّ من إجرامها وتقضي عليها".
لو اعتكف "حزب الله" عن حماية الحدود...
واعتبر حمدان أن الضجيج اللبناني السياسي والإعلامي الذي يرافق المعركة في القلمون، "يؤكد المؤكد على أهمية الدور الذي يقوم به حزب الله والمقاومون اللبنانيون في معركتهم الإستباقية لكسر شوكة الإرهابيين والمخربين على السلسلة الشرقية اللبنانية السورية، وبالتالي منعهم من ممارسة الإرهاب والتخريب والتفجيرات في الداخل اللبناني"، معربا عن أسفه من "محاولة تيار المستقبل والمدعو (رئيس حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع الدفاع عن الإرهابيين في منطقة القلمون وهم يعلمون أنهم سيكونون أول ضحايا هذا الإرهاب لو قُدّر له أن ينفّذ أهدافه التخريبية في الساحة اللبنانية". وأضاف: "ولعلّ ضجيجهم الديماغوجي المذهبي والطائفي وأصواتهم العالية كالطبل الفارغ هي لإرضاء مديرهم السعودي الأميركي الإسرائيلي الذي يدعم الإرهابيين على أرض سوريا العربية، وهم يدركون تماماً ان (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله لا يمكن بتاتاً أن ينسحب من هذه المعركة ولو أدركوا الفرضية المستحيلة باعتكاف حزب الله عن حماية الحدود الشرقية للبنان لكانوا التحقوا جميعاً وعلى رأسهم المدعو سمير جعجع بسعد الحريري في لندن وباريس وجنيف وواشنطن وديوانيات بيت سعود وتركوا المواطنين اللبنانيين فريسة للذبح والقتل الإرهابي لداعش والنصرة وغيرهم من المسميات".
وقال حمدان: "سمعنا مؤخّراً أحد اصوات النشاذ، المدعو سالم الرافعي، يهدّد الجميع ويرسم صورة للإرهاب السوري الذي سياتي لبنان، ولم نسمع أيّ ردة فعل رداً على هذا الكلام لا من قبل المدعو سمير جعجع ولا من قبل فارس سعيد وجماعة السفارة الأميركية ومديرهم السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل".
وأوضح حمدان ان "الجيش الوطني اللبناني المتواجد على جبهة عرسال في السلسلة الشرقية لجبال لبنان قد أتمّ استعدادته الميدانية واللوجستية لضرب بؤر الارهاب في عرسال وجرودها، وهو على تماس بالنار مع هؤلاء الارهابيين سواء بالقصف المدفعي الثقيل او بالتمشيط بالأسلحة المتوسطة، ويقوم يومياً بمداهمات في بقعة عمله في عرسال منعاً لتسلل الارهابيين"، مشيرا الى ان "المواطنين اللبنانيين أهالي عرسال الكرام يقومون بواجبهم الوطني في دعم أبنائهم في الجيش، ونحن على يقين ان عرسال هي بيئة حاضنة للجيش وللوطن اللبناني كلّه".
النظام اللبناني أصبح "مسخرة المساخر"
وتطرق حمدان للهجوم على المحكمة العسكرية على خلفية اصدار حكمها بقضية الوزير السابق ميشال سماحة، معتبرا ان هذا "الهجوم وبالتحديد من قبل وزير العدل أشرف ريفي ووصفها بـ " المسخرة " هو تأكيد المؤكد على ان النظام اللبناني الطائفي المذهبي بكلّ أركانه و زواريبه وتكاياه أصبح مسخرة المساخر". وأضاف: "ولعلّ ما سمعناه في الأيام التالية للإنقلاب الذي قام به وزير العدل العتيد ضد حكومة المصلحة الوطنية من تجييش ضد المحكمة العسكرية هو لحماية الوزير المتنمرد لأنه لو كان هناك جزء يسير من كرامة، قبل ان نقول الفكر المؤسساتي لهذه الحكومة، لكان اتخذ تمام سلام قراراً مباشراً بإقالة وزير العدل لإرتكابه قلة أخلاق بحق رئيس الحكومة أولاً، بإعلانه انه لا يستأذن من احد للوقوف على منبر السراي الحكومي ومهاجمة مؤسسات الدولة اللبنانية بلسان سليط لا يليق بوزير للعدل، ولكننا نعلم ان دولة الرئيس تمام سلام يمثل دائماً مقولة "أن الأوادم في لبنان لا حول لهم ولا قوة".
وأضاف:" أما بالنسبة الى الجدل الدائر في ما يتعلق بالمحكمة العسكرية فهذا كلام حق يراد به باطل في ظلّ غياب انتظام العمل المؤسساتي الدستوري الصحيح وسقوط النظام اللبناني في غياهب وجاهلية المذاهب والطوائف... فليُبنى نظام لبناني جديد حتى يُعاد بناء كل المؤسسات وفي مقدمتهم القضاء اللبناني بشكل علميّ وصحيح وحديث".
نحن مع إبقاء قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية
وبموضوع التعيينات والرئاسة، رأى حمدان أنّه "في ظلّ غياب رأس الدولة ورمز سيادتها وكرامتها، يجب التصعيد في موضوع واحد فقط لا غير، ألا وهو انتخاب رئيس للجمهورية لإعادة انتظام عمل المؤسسات والإدارة الوطنية الرسمية". وقال: "نحن مع إبقاء العماد جان قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية، الذي أثبت عن مسؤولية وطنية عالية وخبرة في إدارة وصيانة الجيش وإبعاد شبح التداعيات السياسية عن الجيش الوطني اللبناني خلال المرحلة الدقيقة التي مرّت على وطننا في الصراع ضد الإرهابيين والمخربين والتي لا نزال تحت تأثيراتها".
وشدد حمدان على أن "مناقبية العماد جان قهوجي وسائر نخبة ضباط الجيش وفي مقدّمتهم العميد شامل روكز، لا يتأثرون بما يُثار حول قضية التمديد والتعيين في الشارع السياسي اللبناني"، داعيًا الجميع إلى "الكفّ عن هذا الضجيج الإعلامي المتعلّق بجيشنا الوطني رحمة بلبنان، ولعدم تأثير هذه السجالات على معنويات أبنائنا الذين يقفون سداً منيعاً في وجه الخطر الإرهابي على وطننا".
الحرب في سوريا طويلة
وبالملف السوري، رأى حمدان ان "ما يجري على أرض سوريا هو حرب تتقاطع فيها المصالح الاقليمية والدولية بصورة جليّة وواضحة". وقال: "منذ بدايات الأزمة في سوريا نحن نسمع عن تدريب الإرهابيين والمخربين في دول الجوار، وإمدادهم بالأسلحة وفتح الحدود أمام دخول مئات الآلاف من الإرهابيين والمخربين الأجانب إلى أرض سوريا العربية، رغم ذلك لم يستطع المتآمرون الدوليون وأدواتهم الأتراك والسعوديون والقطريون من تحقيق إنجاز إسقاط النظام السوري كما يدّعون".
وأضاف: "في سوريا شعب وجيش وقائد يقاومون، الحرب طويلة، لكن من صمد لسنوات أربع سيحسم معركة الدفاع عن وجود سوريا العربية كوطن".