رفعت السلطات الأميركية صفة السرية عن وثائق تؤكد أن زعيم القاعدة ​أسامة بن لادن​ بقي خلال سنوات انعزاله في مخبأ أبوت أباد، مركزا على شن هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة.

وبلغ عدد الوثائق التي تم رفع صفة السرية عنها، قرابة مئة وثيقة، تظهر أن بن لادن حث مؤيديه على مواصلة العمل المكثف من أجل تدبير هجمات ضد الولايات المتحدة، كما أنه كان قلقا من احتمال رصد الاستخبارات الغربية لمخبأه، واهتمامه بالصورة الإعلامية للتنظيم.وكتب بن لادن في إحدى الوثائق التي تم العثور عليها في مخبأ أبوت أباد: "يجب أن تكون أولويتنا هي قتل الأميركيين ومحاربتهم ومحاربة ممثليهم".

وتتضمن حزمة الوثائق رسائل ومذكرات وتعليمات كتبها بن لادن. وفي تلك الوثائق حذر زعيم "القاعدة" مساعديه من خطر استهدافهم من قبل طائرات بدون طيار أميركية، ودعاهم إلى "الامتناع عن استخدام البريد الإلكتروني والتجمع في مكان واحد، وحثهم على اليقظة"، مشيرا إلى "احتمال وجود أجهزة مخبأة للتنصت حتى في ملابس زوجاتهم".

وأعرب بن لادن عن قلقه من "خطر استهداف مساعديه، وكان يبحث عن سبل لتمكين نجله حمزة من الانضمام إليه في أبوت أباد".

وفي عام 2010 أصدر بن لادن تعليمات بشأن المفاوضات التي أجراها التنظيم حول مصير رهينة فرنسي خطفته جماعة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وصحفيين فرنسيين اختطفا في أفغانستان، وطلب أن يكون الانسحاب الفرنسي من أفغانستان شرطا لإطلاق سراح الرهائن.

وعلى المستوى الاستراتيجي، كان بن لادن واثق من ضرورة شن هجمات دراماتيكية ضد الولايات المتحدة على غرار هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، بدلا من التركيز على استهدام الأنظمة في الشرق الأوسط.

وكتب في إحدى الرسائل: "علينا الكف عن العمليات ضد الجيش والشرطة في كافة مناطق (الشرق الأوسط) وبالدرجة الأولى في اليمن"، مشددا على ضرورة إيلاء الأولوية لتوجيح ضربات إلى الولايات المتحدة، من أجل حملها على التخلي عن أنظمة الشرق الأوسط وترك المسلمين وشأنهم.