أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى أنّ "إسرائيل" غاضبة من اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين، وتوقيع الكرسي الرسولي اتفاقية بشأن أنشطة الكنيسة الكاثوليكية مع دولة فلسطين، وتطويب الراهبتين الفلسطينيتين، وهي تزعم أنّ هذه الخطوة لا تدفع مسيرة السلام إلى الأمام وتبعد القيادة الفلسطينية عن العودة إلى مفاوضات مباشرة وثنائية.
وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، أوضح عيسى أنّ المسيحيين ينظرون إلى الديانة اليهودية من منظور ايجابي، "لكنّ هؤلاء المتصهينين هم الذين يحاولون تفتيت العلاقة الدينية بين الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلامية"، مشدداً على أنّهم لا يريدون دولة فلسطين التي تنبع منها أرض القداسة، وهم يعتبرون الشعب الفلسطيني إرهابيًا.
واعتبر عيسى أنّ تطويب الراهبتين هو رسالة للإسرائيليين بأن فلسطين هي بلد القداسة، وبالتالي هذا أزعجهم كثيراً، وقال: "هم يعتدون على المساجد والكنائس دائماً وعلى المسيحيين ويشتمون المسيح بألفاظ نابية".
حدث هام..
ورداً على سؤال، أوضح حنا أن الاتفاق بين الفاتيكان وفلسطين تعزز منذ عام 1994 في زمن الراحل ياسر عرفات، لكنه أشار إلى أنه "كان لا بد من تطوير الاتفاقية من خلال الاعتراف بفلسطين كدولة، والّذي بدأت مسودة النظر فيها منذ عام 2000 حتى اليوم".
ولفت حنا إلى أن الاتفاق جاء من خلال عدّة اتجاهات، أولها أن تقوم الكنيسة الكاثوليكية بنشاطات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وثانياً، أن تحافظ على سيادة ممتلكاتها من كنائس وأديرة وأبنية، وثالثاً حريّة واختيار المعتقد الديني لكل إنسان.
وشدّد رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، على أن اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين هو حدث هام وله ثقل كبير في المنطقة، علماً أنه سيدعو العالم خصوصاً في أميركا الجنوبية والشمالية واستراليا للاعتراف بفلسطين، وسيكون بمثابة حصانة للدولة الفلسطينية لتلعب دوراً أكبر على صعيد العلاقات الدولية.
فلسطين أرض القداسة
من جهة ثانية، أكد عيسى أنّ الراهبتين اللتين تمّ تطويبهما ببساطتهما المسيحية الإنسانية عملتا من أجل الشعب الفلسطيني ككل في خدمة الفقراء والمساكين، إضافة إلى قطاع التعليم، مشيراً إلى أنّ هذين المغزيين أوصلهما الى مرتبة القداسة بعد مماتهما.
ولفت عيسى إلى أنّ الوصول الى التقديس يمرّ بمراحل عدّة، بدءًا من التكريم فالتطويب وصولا الى مرتبة القداسة، حيث يعمد مجمع دعاوى القدّيسين الى التحقيق والتمحيص والبحث العميق عن حياة ومسيرة كل شخص، وما تخلّلها من أعمال انجيلية ورسوليّة خلال فترة حياته لتقييمها وفق تعاليم الكنيسة المرتكزة على الكتاب المقدّس، وهي لا تقف على التقويات فقط خلال الحياة الأرضيّة بل تتعدّاها لتحلّل نتائج وثمار الاعمال ما بعد الموت، وهي مراحل تُوصف بالدقيقة والصعبة والمعقّدة قبل اتخاذ أي قرار يعتمد على مبدأ الاقتراع لأي قدّيس.
واكّد حنا أنّ الشعب الفلسطيني يرتكز على طلب شفاعة هاتين القديستين، نظرًا لمعجزاتهما المعتمد عليها ولحياتهما المليئة بالمحبة.