دعت مصادر قيادية في قوى الثامن من آذار، قوى الرابع عشر من آذار إلى الإستماع أكثر من مرة إلى مقابلة أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، قبل أن تطلق أي موقف سياسي بعد اليوم، إلا إذا كانت مقتنعة بدعوته لها إلى التعاون معه، في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد والمقاومة، حيث تعتبر أنه في الحالة الثانية تصبح مواقفها مفهومة لناحية تجاهل الخطر القادم من وراء الحدود وداخلها، فهي لا تزال حتى الآن تروج لنظرية أن مشاركة حزب الله في معركة الدفاع عن سوريا هي التي جلبت الخطر إلى الداخل اللبناني، من دون أن تتنبه إلى أن الأحداث على أرض الواقع تدحضها بشكل كامل.
وأشارت هذه المصادر في حديث لـ"الديار" إلى أن الجولاني، في معرض توجيهه "رسائل التطمين" إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، أكد بما لا يقبل الشك عدم رغبته في فك "الإرتباط" مع زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، ما يعني أنه فكرياً وعقائدياً ينتمي إلى التنظيم الإرهابي العالمي، وسألت: "هل يدرك الشركاء في الوطن أن هذا الفكر لا يؤمن بالحدود بين الدول، ويسعى إلى إقامة نظامه الخاص عندما تسمح له الظروف بتحقيق هذا الهدف؟".
على صعيد متصل، شددت المصادر على أن "الربط بين المقاومة والقيادة السورية أمر محسوم بالنسبة إلى "النصرة"، وأمير الجبهة تحدث صراحة عن هذا الأمر من خلال تأكيده بأن المعركة مع حزب الله قادمة، حتى لو تمكن من السيطرة على جرود القلمون، لكنه سعى إلى القول أن الخطر على الحزب فقط وليس على كل اللبنانيين، وسألت "هل تنبه أحداً إلى كلام الجولاني عن دفع القادر من المسيحيين الجزية لاحقاً؟"، مشيرة إلى أن "هذا هو مصيرهم في سوريا ولبنان في حال تمكنوا من السيطرة".
ورأت ان "هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد بأن أهداف الفرع السوري لتنظيم "القاعدة" تتخطى الحدود السورية إلى الأراضي اللبنانية".